الرجل البالون!!!
دخل مدينة الملاهي وكانت القوة السائدة في المدينة، عبارة عن عقول متفسخة، وأفاع متعرية، ورؤوس تتوهم ببوح حالم، لا يصل قلب الرجل فيها بعقله، ولأنه غير متدين بطبعه، فقد كانت النفس الأمارة مقيمة على الدوام بداخله، تنهش جمجمته على ضفاف الغياب بأعذار واهية، وبمجرد أن يغمض عينيه، تنطلق روحه الى اللهاث وراء شهواته، التي تعيش مع ما ورثه من ضياع وتيه، وكأنه موروث متجذر بأعماقه، لا شئ فيه غير حب النساء، وأمنيات عريضة في الإيقاع بهن، غير أن ما لفتني هو: تتابع النداءات المرعبة، والأصوات المشؤومة، التي غرست أنيابها وسط جسد قصائد الألم، حيث كان يكتبها وهو جالس على ضفاف مغتسل لعبة الأفعوان، ولم تمثل فواصلها سوى أكاذيب عاجلة وحوادث مختلقة، استباحت مشاعر زوجته الطيبة، والتي لم يجد مبرراً لقتلها برأفة سوى مدينة الملاهي؛ لكي ينتصر لحقيقة كونه رجل من بالون، خاتماً كلامه المعسول لصديقته البائسة: لم أرَ أعظم من زوجتى، فهي شخص يرى جميع عيوبي وما زالت تحبني، رغم أني أمرغ وجهي دائماً في وحل الإنحطاط والتشظي، لماض كرهته بشدة، ولأني لا أصلح للمواعيد النبيلة، فقد خذلتني مدينة قوس قزح، وأقفلت أبوابها قائلة: أنتَ رجل من ذاكرة الطفولة، إرجع لبيتكَ، وضمد أسئلة خساراتكَ بسحر الحقيقة، حيث لا أنثى احبتكَ بجنون بقدر مَنْ تنتظركَ الآن...
أمل هاني الياسري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.