قصيدتي // خلق الله
ـــــــــــــــــــ
إذا نــظـــرت إلــى الأشــجـــار أجــمــلــهــا
فـــاعــلــم أُخــيَّ بــأنَّ الـــلــــه ســــوَّاهـــا
وإن رأيــت عــيــون الـــريــم تــنــظـــرهــا
فـي حسـنـهـا مـن سِـوى الـمـعـبـود حـلَّاهـا
والـنـفــس تـهــنـى إذا الرحـمـن أكـــرمــهــا
والــــروح تـهـفــــو إلــي نـــوال بُــغــيــاهـا
الـلـــه خـــالــق كــــل الـــكـــون جــمَّـــلـــه
والنـفـــس ألــهـمــهــا فُــجْـــراً وتــقــواهـــا
يـامـن نــظـرت إلـى الـمـخلـوق في عـجـبٍ
لِــــمَ الــتـعــجُّـــب والـخــــلاق مــــولاهـــا
إنَّ الأفـــاعـي الـتـي بــالــسُّـــم تــقــتــلـنــا
أنَّــى تــعــيــش وســــمٌّ قـــد حــشـا فـاهـا
والـنَّـحــل مــن بـطـنــهـا شــهـــدٌ فـنـأكـلــه
وكـيـف تُـخـرجـــه مـــن بـطــن فـحــواهــا
والـنـخــل بـاســقـــة والـطـلــع يـمـلــؤهـــا
ًتُـلــقـى بـصـخــرٍ فـتُـعــطِـيـنـا عــطـايـاهــا
ووردةٌ عـــطــــرها ريــحـــانــــةٌ عــبــقــت
فــوحـاً جــمـيــلاً ســرى والــروح تـهــواهـا
كـــم مــن جـمــالٍ بـــدا والـلـــه خــالــقـــه
وكـــم عــيـــونٌ رأت حـسـنــاً تـغــشَّـــاهـــا
بــاللـيـل يـخـبـو جـمـال الـزهـر مـن ظـلــمٍ
ثـــــم يــبــيـــن إذا الـنــهــــار جــــــلَّاهــــا
وبــالـنــهــار تــــراهـا الــخــلــق ســاعــيـــة
لـلـــرزق ثـــــم يـبـيـت الـلـيــل يـغـشــاهــا
والـطـيـــر تـغـــريـــده لـلـسـمــع يُـطـــربــه
تــرنــيــم شـــوقٍ إذا الألــحــان غــنَّــــاهــا
ثــم الـسـحــاب الــــذي بـالـــمــاء سـخَّــره
فــيــنــزل الــمـــاء ثــــم الأرض أحــيــاهــا
والـبـحــر مِــلــحٌ كــذا الأسـمــاك سـابـحــة
ولـحــمــهــا طــيـبٌ والـنـفــس تــرضــاهــا
ثـم الــرواسـي وكــم فــي الأرض مـن وتـدٍ
مــثــل الـسـحــاب تـمــر الـكـون مـسـراهـا
والأرض خـضــراء هـــذا الـلــون مــيَّــزهــا
كـجـنٍَـــةٍ أُزلــفــت لـلــنـــاس سُــكــنـــاهـــا
والـفـلـك تـجــري بـأمــــر الـلــه طـــائــعــة
فـي الـبحـر أمـــر الــذي أجــرى وأرســاهــا
وكـــم لـنـا فــي كــتــاب الـلــه مــن حـدثٍ
يــروي لـنـا مـاجــــرى مـن فـحـو ذكــراهــا
هــذا وخــلــق الـسـمــوات الـطـبـاق تــــرى
فــيــهـــا الـجــمــال وبـالإتــقـــان ســوَّاهــا
يــارب عـفـــوا إذا نــفــــوسـنــا ظَــلَــمَـــت
فـــاغـفــر لـهـا ربــنــا صـفــحـــاً تــــولَّاهــا
فــالـكـــون خـــالــقـــه حــقــاً ويــمـلــكـــه
هــو الـعــظــيـم الــذي لـلـخـلــق مـــولاهــا
واقــبـل إلــهـي لــهــذا الــقـــول صـاحــبــه
كــم بــات يــبـكـي مــن الـزلات كــم تــاهـا
ثــم الصــلاة عـلـي الـمـحـبــوب سـيـــدنــا
والآل والـصــحـب ألــفــا فــي مـحـيَّـــاهــا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.