أنا الفتاة...
حسنا.. أعترف أنني وفي فترة أبتعد عن الجميع ،لاأمهد الطريق لأحد بل أصنع
طريقا شاقا مليئا بالأشواك وأرحل في هدوء تام، لاأشعر بالندم اتجاه أحد،
لاأشعر بالشفقة أو الفقد لأي شخص ،ذلك نتاج لقسوة المواقف وأشكال المكر
والخذلان التي حدثت في حياتي ، انطفأت رغبتي في الحصول على رفقاء جدد أو
البقاء مع أشخاص تسببوا في إيذائي ولو بكلمة عابرة ، أنا من الأساس لامكان
لي وسط هذا العالم المصطنع، لأصحاب القلوب القاسية، المزيفين الذين يجيدون
ارتداء لباس المكر والدوس على كرامة الآخر سواء
عن قصد أو بغير قصد تحت ذريعة "مافي القلب نفسه افي اللسان" ، "أنا لاأجيد
تزيين الكلام" أو "لاعظم في اللسان" وغيرها من الخزعبلات المتفشية ....
حقا لاأعلم مالذي يجري في هذا العالم الأسود الممتلئ بأصحاب المكر والدهاء
في سبيل تحقيق مصالحهم المماثلة لنعوتهم.
مشكلتي أنا لاتكمن في علاقاتي بالناس، مشكلتي عبارة عن أحداث ومواقف وتفاصيل شوهت داخلي وحطمتني حتى أصبحت ماأنا عليه اليوم.
أنا الفتاة البسيطة المعقدة ، المحبة لعائلتي ،العاشقة للوحدة، المحبة
للخروج من المنزل كثيرا لكن لاأفضل من التواجد في غرفتي طوال اليوم ،
الخائفة من الظلام، لكن أهوى الجلوس في غرفتي المظلمة ، المحبة للكلام
والضحك ، لكن صامتة أغلب الوقت . تسعدني الموسيقى والروايات و الأمكنة
الهادئة ،والأهم من كل هذا الكلمات الطيبة.
لاأحب الصراعات الطويلة،
لاأحب الخصام ، أكره التلاعب بالكلمات لجرح مشاعر الآخر و الإحساس كبطل
لأنك قلت كلمة عجز الآخر عن الرد عليها، لكن عفوا سأشرح لك أنت قتلت شخصا
دود مسدس ولا سكين ... فاحذر من هذه الرصاصات المطلقة دون رحمة فبعض
الأشخاص تقتلهم كلمة وتسعدهم نصف كلمة أو ابتسامة صادقة .
قد تجرح
انسانا بكلمة لاينام بسببها يوما كاملا.. لكن كلام الله فوق كل شيء "ولقد
تعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين"
فرغم لحظات سقوطنا وانهيارنا -بسبب الكلام المتسخ الغير المُختار - لكوننا بشرا ضعيفا ، يجب ترديد الدعاء "ياجبار اجبر كسري".
أنا فتاة بسيطة أبسط من هذا العالم الخبيث البائس
مريم الوزاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.