الجمعة، 25 سبتمبر 2020

ماتت رفل بقلم خالدفريطاس

 ماتت رفل

ماتت النحلة التي حين تطوف على قصائدي
تصنع في أبياتها طعم العسل
ماتت دكتورة بغداد
وزهرة العراق التي أعلنت نفيرا على اليأس بجنود الأمل
ماتت رفل وأكتئبت الزنابق
وحمل الياسمين حاويات البخور والعطور ولآلئ بابل المدفونة
وأتجه نحو غروب العين الحمئة ورحل
ماتت من كانت تبني محاريب العشق لقصائدي
ومن كانت تتربع فوق قباب الزمن الجميل
ماتت بدون سابق إنذار 
كأن الموت هكذا عادته
يخطف القمر الجميل حينما يتجلى الضياء في ثوب القديسين ويكتمل
ماتت رفل وأنطفئت شموع بغداد
وسكب الليل ظلمته على النهار
فدخل البهاء سرمدية في عيون البوم 
إستلقى على كومة تبن ليشعل التبن ويشتعل
ماتت رفل كما النجمات ليلة الشهيق الأخير
حين تلقي هلاما على ثرى اللاأشياء اللامتناهية
حين تتلاشى مملكة النار 
وتذوب الدروع على أساطير البطل
ماتت رفل في أثواب الملائكة محنطة بعنبر الزمن
وصعدت روحها لربي 
زكية ففاحت في الطريق المجرات
ودرب التبان وعطارد والمشتري وزحل
ماتت رفل فمن يهدهد القوافي
ومن يعانق معلقات الصعاليك في الفيافي
ومن يرقي روح الشعر من طلاسم الساحرات والدجل
أسكنك الله يا سيدتي أجمل قصر في الجنة
فما شهدنا عليك غير نية ذابت في إخلاصها
وتحاورت في هداية الرحمان مع العمل
خالدفريطاس الجزائر في رثاء الدكتوره رفل عبد الله الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.