* مقتطفات من قصة .. جذور أمل .. *
* من مجموعة .. منعطفات عشق *
( بقلم .. جواد واعظ )
هل سأبقى هكذا .. !! مختلية بروحي .. وقلبي .. وجسدي ..
أشرد .. ويذهب بي شرودي الى حيث .. إذا زفرت ..
زفرة واحدة ... ستكفي لإخراج ثاني اوكسيد الكربون ..
من أجساد كل البشر .. !! آه .. من كل شيء .. ؟؟؟
لقد إتخذت قرارا في السابق وعهدا قطعته على نفسي ..
بعدم الزواج .. ولكن بعد زواج إخوتي وأخواتي ..
ووفاة والدي .. لم يبق في البيت الكبير .. سوى انا ووالدتي ..
اصبح هذا القرار .. ثابتا .. ولا رجعة فيه ..
وكيف لي ان اترك والدتي .. وأتزوج .. انه لأمر .. محال ..
وكم انا سعيدة .. بوجودي معها ..
لكن هذا .. لا يمنع بان أتمتع بمساحتي الشخصية ..
التي تأخذني بين الخيال والحلم .. وبين الواقع وصدماته ..
----- ----- -----
أثناء تلك الخلوة .. رن جرس الهاتف .. كان اخي ( لطفي ) يقول لي = سآتي لزيارة الوالدة ومعي صديقي .. رغبت ان أعلمك ..
نهضت لأحضر بعض الحلويات لزوم الضيافة واخبرت والدتي.
وعلى تمام الساعة السابعة مساء .. كنت بغرفتي البعيدة ..
حين سمعت فتح الباب من قبل ( لطفي ) ..
و للعلم .. الجميع لديهم مفاتيح البيت الكبير .. إنه أروع منزل .. ترعرعنا جميعنا فيه.
دخل ( لطفي ) .. ومعه صديقة .. اقترب من والدتي ..
وقال = إحزري من جاء لزيارتك .. وليطمئن على صحتك ..
واسترسل .. إنه .. ( معتز ) .. صديق المراهقة .. والشباب ..
وسمعت صوته الذي مازال قابعا بمسامعي .. حين سلم عليها.
----- ----- -----
آه .. من تلك الأيام .. لم أعد أستطيع تمالك نفسي ..
حينها .. كنت أتمنى ان أبقى مع شرودي .. وخلوتي ..
و بين الواقع .. والخيال ..
تذكرت آخر لقاء بيننا عندما قال لي = حصلت على منحة دراسية في الخارج .. لمدة خمس سنوات .. وسأعود اليك ..
لنتزوج .. ؟؟ !! اصبت بالذهول .. بهذا الخبر المفاجئ ..
في كل لقاءاتنا الروحية ، لم ينطق يوما احدنا بأي حرف للآخر
كانت عيوننا .. تنطق بالكثير .. والكثير .. كان كل شيء بيننا
رائعا .. حين يرتسم على ملامحنا .. ما نريد قوله ..
دون اية كلمة .. او لمسة .. او مايحدث بين العشاق ..
لست أدري اي تسميه ..تطلق على هذا .. الانسجام الروحي ..
----- ----- -----
سمعت صوت ( لطفي ) يناديني .. إننا ننتظر القهوة ..
ذهبت الى المطبخ لأحضرها .. دون ان يراني أحد ..
تهالك جسدي .. وانهارت قواي .. وأعصابي ..
وأنا التي كنت قوية دائما .. وسمعته يقول = تعلمين يا خاله
آخر سنة لي للتخرج وفي الفحص الأخير .. وردتني انباء عن وفاة والدي ووالدتي بحادث أليم .. فحزمت امري للعودة ..
ولكن الجامعة احالت ذلك .. بسبب تفوقي وإنها تعقد علي
الآمال .. في التتويج .. كأفضل خريج لديها ..
وتعلمين .. انه ليس لي أحد .. بعد وفاتهم .. كنت وحيدهما
ولذلك بغيابي .. توكل عمي وخالي .. كل الإجراءات والمراسيم .. وغير ذلك ..
نجحت بمعدل ممتاز .. وهذا أهلني لمنحي فرصة الدراسات العليا والإختصاص .. وغادرت الى مدينة اخرى ..
منذ ذاك التاريخ .. إنقطعت اخبار ( لطفي ) ..
هذا ما حدث .. ولم يكن لدي اي وسيلة اتصال معه ..
والآن قررت العودة .. بعد ان امنت .. مستقبلا .. ممتازا .. لي ..
وسأله ( لطفي ) = لماذا لم تتزوج ..
فقال = احب بنت البلد ..
فهي .. الإستقرار .. والأمان .. بكل شيء ..
----- ----- -----
آخر لقاء عندما ودعني كان منذ عشر سنوات قبل سفره بيوم..
حينها .. أمسك بيداي .. ووضع وجنتاه على راحتا كفاي ..
وقبلهما .. ثم نظر الي .. قالت لي عيناه ..
الكثير .. والكثير .. قبل ان يغادر ..
وسمعت صوت ( لطفي ) ينادي .. ماذا حدث للقهوة ..
لم أستطع .. أن اسكبها .. في الفناجين .. خوفا من أن ترتجف يداي .. وانا اقدمها لهم .. تركتها في الدلة ..
دخلت الغرفة .. وسرعان ما نهض اخي .. وأخذها مني ..
وقام بواجب الضيافة .. عني ..
----- ------ ------
لم تر عيناي .. عيناه .. وهذه لأول مرة يحدث معنا هذا ..
وقطع شرودي ( لطفي ) بقوله ..
( أمل ) .. مضربه على الزواج ...
كي لا تبقى الوالدة لوحدها ..
والوالدة.. لا ترغب بأن تزور عند أحد ..
وتقول = إني أجد نفسي فيه .. ولي ذكريات .. وذكريات .. أنتم .. تعالوا وزوروا عندي .. البيت واسع .. وكبير ..
وبدون سابق انذار .. او تمهيد ..
التفت ( معتز ) .. بنظره الى والدتي وأخي ..
وقال = هل تقبلونني .. ان اكون .. صهرا لكم ..
ووجه حديثة للوالدة .. فقال = لن نفارقك ..
ستكوني معنا .. وسنعيش سوية .. انت .. بمقام والدتي ..
ابتسم ( لطفي ) .. ولاول مرة .. ومنذ زمن ..
لم أر الفرحة على ملامح والدتي .. كما رايتها .. الان ..
نهض اخي .. وحضنني .. الى صدره ..
لست ادري كيف .. اجهشت بالبكاء ..
عندما اخذتني امي بين ذراعيها .. .. .. وعانقتني ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.