الأحد، 30 أغسطس 2020

وطني... هل أنت في المنفى ؟ بقلم.. أ.غسان حمدي

 وطني... هل أنت في المنفى ؟

آمنت بالله وصدقت حدسي ...
الأمل كبير 
والعمر قصير 
مضت أيام كثيرة ...
على لقائنا في ضوء الفجر 
مضت أحلاما كبيرة ...
على فراقنا حين غادر الدهر 
آمنت بالله ...
وحدقت في صوتي 
كنتي نغما لصمت المكان 
كنت كفقرة شعر ...
في سجع البيان 
كنتي الوقت وسحره 
كنتي الجمال ولغزه 
وكنتي الحرية في ظلم المساء 
وكنتي أغنية ترددها السماء 
سمائنا مليئة بالخير والماء 
دماءنا غزيرة بالحب والعطاء 
وأقمارنا تضيء ملكوت الفضاء 
آمنت بالله وصدقت روحك 
آمنت بالله وكذبت دموعك 
امنت بالله وإلتئمت جروحك 
وانطفئت شموعك ...
التي أضاءت وجعي 
انطفئت شموعك ...
التي أظلمت صوتي 
انطفئت شموعك ...
التي قهرت صمتي 
الهواء ساخن ...
والمساء ساكن 
والليل فردوس الساهرين 
ومنارة العاشقين 
تتربص بنا الأعداء ...
وتصوب المنى في قلوب الشعراء 
تتربص بنا الأعداء ...
وتطلق الأنا في سحاب الفناء 
عشقت سهري ...
عشقت قمري 
وعشقت روحي التي تئن ..
بين أنياب السراب 
عشقت جروحي ...
التي تحن لتراب الغياب 
وعشقت كلماتي ...
وفي منفاها... استوطن العذاب 
واذكر أني نسيت ملذاتي ونزواتي 
وأذكر أني نفيت وراء أحادي وشهواتي 
وأذكر أني نسيت نغم الأوثان في قلعة إيماني 
مازلت واقف في دمي ...
مازلت نازف في موطني 
مازلت غريبا لا تهدأ ثورتي 
أعاير نفسي وأجلدها باليأس والأمل 
احملها واثقبها بسياط البأس والغزل 
اعذبها واعزيها ...بإنكسار الكأس 
حين يقترب الأجل 
وداعا يا وردتي البيضاء ...
وداعا يا بسمتي في دروب الشقاء 
وداعا يا دمعتي في قلوب العذراء 
ووداعا لكل ما خبئت لنا السماء .. 
خطانا مضت في وقت الرمال 
رؤانا ابصرت في صمت الجمال 
وأمالنا ذابت ولا وقت للخيال 
غدا سنصبح وردة في التراب 
وسندون فكرة في سرايا الغياب 
غدا ستستريح سواعدنا ...
من ريح العذاب 
كنتي طيبة يا جميلة ...
مزاجية ومتقلبة يا قصيدة 
حروفك اجتمعت كحبات عقد وحيدة 
وأسماءك بليت على جسد القتيلة 
كنتي طيبة وجميلة ...
كنتي فطنة في غباء حديقة 
تمزقها الأشواك ...
وتكسوها الألوان 
تحاصرها الأسلاك ...
ويمتحنها الزمان 
وكنتي كمرآة على ظهر حصان 
تحملق في عيونها الفرسان 
كي تنتزع روح من جسد الميدان 
أنا لا ابحث عن المجد ...
لكني ابحث عن الخلود 
أنا لا ابحث عن الورد ...
لكني أبحث عن عبيره في أرواح الجدود 
كم مرت ليالي على قمرك الحزين 
كم كنا نعاني في ظلك السجين 
كم عذبتنا الأعادي في سجن الحنين 
كلامنا فارس ...وهذا الليل حارس 
يحرس ظلامنا من ضجيج الأجراس 
ويكتب كلامنا ببنادق الحراس 
الكون كله ...انثى وذكر 
الكون كله مفكرة للقدر 
الكون كله ماء ووتر 
يتحدث بأحياء ...ويصمت بالضياء 
يمشي بالبشر ...ويغني بنور القمر 
وينام متى جاء الليل والظلام انتشر 
الكون كله إنسان عذاب وكتاب ومطر 
يغدو بالصباح شجر ..ويغفو في مساء الثمر 
الكون كله بشر ...
طينه الأجساد ...وروحه البلاد 
والله خالقه ليحيا ويحيي الفؤاد 
وتحيا الحياة فيه...
في موت وفي ميلاد 
ترحل أجساد وتولد أجساد 
والكون كله بلاد ...
شمسا تشرق وتغيب بمعاد وتنسى 
ودم يجف ويجري لأجل مسمى 
وشعراء تؤرخ ...
وتكتب بالذكرى 
الكون وطن وقصة 
وأنا مازلت أتذكر أني 
مازلت أنسى 
ومازلت أشك أن وطني ...
هو نفسه المنفى 
بقلمي ...
أ.غسان حمدي ...

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏جبل‏، ‏‏سماء‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.