السبت، 29 أغسطس 2020

*قصص قصيرة *لماذا عدت؟ بقلم تيسيرمغاصبه

 *قصص قصيرة 

(سلسلة في الطريق)

القصة الحادية عشر 
والأخيرة

*لماذا عدت؟

كان ذلك اليوم لا يختلف عن كثير من الأيام 
التي تنفذ فيها نقودي واجد فيها نفسي مضطرا 
أن أعود إلى بيتي البعيد مشيا على الأقدام ،
مهما حاولت تغيير طريقي لاختيار طريق
أقصر فإن جميع الطرق طويلة ..والمسافة كما 
هي ..لكن هذه المرة المطر المنهمر في الخارج 
والذي يتوعدني لايتوقف أبدا عن تهديداته، 
مدة طويلة امضيتها في الدفء هنا بعد أن طلب 
مني صاحب العمل هاتفيا أن أغادر لأن السماء تنذر بعاصفة ثلجية غير مسبوقة
قادمة إلى البلاد ..
الإنتظار سيبقيني سجين في هذا المكان الموحش
وحدي لأيام بلا قوت يومي ..
ماذا سيحدث لذلك المعطف الدافىء الأن والسماء
التي لا ترحم ابدا ..
أستجمعت كل إرادتي وقوتي وخرجت ..لطمتني الرياح الباردة على وجهي ..
دفعتني إلى الوراء من شدة قسوتها..
ثم بدأ حمام المطر..انطلقت مسرعا أقاوم 
دفع الرياح المعاكسة لي وإنهمار الأمطار المواجهة 
على وجهي مباشرة وتمنعني من الرؤية..
بعد ساعة من المسير مريت من خلف قصر ضخم
جدا معروف.. كان يوجد كوخ صغير يقف فيه
شرطي يقوم بحراسة ذلك المبنى من الخلف ..
نادى علي ..توجهت إليه وانا اعتقد انه سيسألني
عن بطاقتي الشخصية كعادة هؤلاء..لكنه تردد في
البداية ثم قال:

-مرحبا أخي؟

-أهلا بك .

- إلى أين طريقك ؟

- والله بعيد جدا ..إلى بيتي .

-اريد منك إسداء معروف إلي اخي ؟

-تفضل اخي.

-انا هنا لااستطيع ترك موقع عملي وقد نفذت 
علبة سجائري..هل يمكن أن تشتري لي علبة
سجائر إن وجدت بقالات قريبة من هنا..هذا إن 
لم تكن محرجا؟

وافقت ..مد إلي بدينار وكان حينها ذلك الدينار 
اكبر من ثمن علبة السجائر ..سرت ..وكانت عربات
الأجرة تنبهني بواسطة ابواقها إن انا رغبت 
بالصعود ..وهذه المرة كثرت عربات الأجرة في
طريقي.. لو أستقليت عربة الأن في دقائق معدودة سوف اكون في بيتي وعلى سريري الدافىء ، سرت صادفت بقالة كان صاحبها 
يستعد للمغادرة استوقفته واشتريت منه علبة
السجائر..وعدت إلى كوخ الشرطي وهذا كله اخذ
من وقتي وجهدي نصف ساعة كان من الممكن 
أن أقطع فيها مسافة ممتازة مشيا..وصلت رجل الشرطة والذي قفز من موقعه وقد انفرجت 
اساريره فرحا قال :

-جزاك الله خيرا اخي ؟

شعرت بأرتياح كبير لما فعلت ورضا عن نفسي
مع شدة فرح ذلك الرجل ..الذي وثق بي ولم 
اخن ثقته ،
تابعت طريقي الطويل وأسئلة تدور في راسي ...
لماذا لم استقل عربة لتوصلني إلى بيتي ...؟
كيف وثق بي رجل الشرطة..؟
لماذا عدت ..؟
لكن الأجوبة كلها كانت موجودة وواضحة جدا مثل وضوح الشمس ..الإنسان 
لا يستطيع أن يغير نفسه .
(تمت ....)
تيسيرمغاصبه
28-8-2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.