الجمعة، 28 أغسطس 2020

الشاويش عبد الحليم بقلم/محمودعبدالمتجلى عبد الله.

 الشاويش عبد الحليم

--------------------------
كنا فى سجن وادى النطرون عام ٩٧ حيث التعذيب والضرب بسبب وبدون سبب فكان اذا حضر الضابط يقول الشاويش انتبااااااه فيقوم كل من فى الزنازين بالوقوف وجوهنا إلى الحائط مع رفع اليدين إلى أعلى هم علمونا ذلك منذ اليوم الأول قبل نزولنا من سيارة الترحيلات المصفحة بالحديد والصاج وليس بها مقاعد بل كلنا جلوس او رقود على أرض السيارة وكل اثنين مقيدين معا بالكلابش وهو القيد الحديدى وعند وصولنا إلى باب المعتقل وجدنا العساكر يلتفون حول عربة الترحيلات وكل منهم ممسكا بفرع شجر كالعصاة القويه يضربون السيارة ويسبوننا ويسبون الدين كل ذلك ونحن مازلنا داخل العربة وهم كالكلاب السعرانه يريدون أن يمزقوا أجسادنا بانيابهم لانعرف لماذا كل هذا الحقد فى صدورهم لنا حتى جاء شاويش الترحيلات وفتح الباب الخلفى وقبل أن نخرج من العربة كان العساكر يتلقفوننا من السلم وكأنهم مسعورون فياخذوا كل واحد منا أربعة او سته عساكر كل منهم يضربنا فى اماكن مختلفة وبالة مختلفة حتى يدخلون من بوابة السجن الرئيسية حيث حلق الشعر واللحية بشكل مشوه يتركون البعض ويحلقون البعض كل ذلك مع الضرب المبرح ومن الاخوة من يفقد الوعى من كثرة الضرب والتعذيب ثم يكملوا بنا المسير بنفس الطريقة من الضرب حتى نصل إلى العنبر حيث فى كل عنبر ثمانية عشر زنزانه وكل زنزانة يدخلون فيها خمسة وعشرون فرد ومساحة الزنزانة ٤×٤ متر فقط حيث لا يستطيع الفرد أن ينام على ظهره من شدة الزحام وبعد وضعنا فى الزنازين وغلق الأبواب سمعنا كلمة انتباااااه ولم نعرف معناها الا بعد أن فتحوا علينا الزنزانة وأخذوا يضربونا بشكل هستيرى ووضعوا وجوهنا إلى الحائط ويعلمونا اننا اذا سمعنا كلمة انتباااااه نقف سريعا وجوهنا للحائط وايدينا لاعلا و من لم ينفذ ذلك يضرب حتى يفقد الوعى وهكذا كان التعامل فى سجن وادى النطرون ١ و٢ والوادى الجديد وكل المعتقلات السياسية فلم يرضى بعض الاخوة عن هذا الوضع والإذلال واتفقت إحدى الزنازين أن لايديروا وجوههم إلى الحائط ولا يرفعوا ايديهم لاعلا فجاء الضابط إلى العنبر وقال الشاويش انتباااااه وحين فتح الضابط الزنزانة وجد وجوههم كلهم له فجن جنونه وحاول يرهبهم بالعصى التى يمسكها فامسكها منه أحد الإخوة ودفع الضابط وكان أن يوقعه أرضا فجرى الضابط خارج العنبر وأحضر مجموعة كبيرة من العساكر الاغبياء وكل منهم ممسكا باداء من أدوات الضرب والتعذيب ودخلوا العنبر بهتافاتهم التى تعلموها فى معسكرات الارهاب ودخلوا الزنزانة ضربا مبرحا وحاول بعض الاخوة الدفاع عن أنفسهم ولكن كثرتهم وأدوات وتعذيبهم أصابت كل الافراد ومعظمهم مطروحا على الارض بأكثر من إصابة وإخراجوهم فى طرقة العنبر اى الممر الذي امام الزنازين وطرحوهم أرضا وامر الضابط العساكر أن يسيروا على أجساد الاخوة بالبيادات العسكرية التى يلبسونها ثم رجروهم جرا والقوهم فى الزنزانة ومعظمهم فاقد الوعى ومصابون وخرج الضابط ومعه العساكر الاغبياء الذين ينفذون كل ما يقال لهم دون ادنى تفكير وقبل أن يغلق الباب عليهم الشاويش عبد الحليم ينظر إليهم وعيناه مرغرغة بالدموع فسمعه الاخوة وهو يقول (الم.احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا امنا وهم لايفتنون ولقد فأنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) صدق الله العظيم ثم أغلق عليهم الباب فكانت هذه الايات بلسما على قلوب كل المعذبين فجائت التذكرة لهم من هذا الشاويش فخففت كل الامهم وشفيت كل جروحهم فسبحان من سخر من يذكرهم ويشد من اذرهم ويصبر قلوبهم فأصبحوا بعد سماعها كان لم يكن هناك شيء بل زادت عزيمتهم وقويت همتهم لأنهم يعرفون أن ذلك هو طريق الانبياء والصالحون وكل من يعمل لنصرة هذا الدين
----------------------------------------------------------
بقلم/محمودعبدالمتجلى عبد الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.