الأربعاء، 1 يوليو 2020

بريد قلبي بقلم وفاء العنزي


بريد قلبي
في أحيان كثيرة، نحن في حاجة إلى ما يمكن أن نسميه الأمل في الحياة، أو الحياة والأمل، فالحياة الحية قادرة على أن تكون أملا، والأمل في الحياة سعادة، وإذا انقطع الأمل من أصوله أصابه اليتم، وإذا انقطعت الحياة من الأمل أصابها العقم. 
فقد تدفقت علي أمور كثيرة جديدة في وقت قصير جدا، وجعلت الأمل نبراسي الذي يرافقني في كل مكان، صحيح أني تألمت لكني تعلمت فتغيرت،فأنا لست بهشة،أنكمش على ذاتي،وأبني الجدران حولي،وأرسم لي حدودا،بل بالعكس تمسكت بخيوط الشمس حتى لو كانت بعيدة،ونهضت من بين الركام،نثرت الملح على أوجاعي لتذوب،فانطلقت أبحث عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق ليرسم البهجة في نفسي ، ،وأصبحت أبحث عن الصفاء ولو للحظة،وأبحث عن الوفاء ولو كان طريقه متعبا وشاقا وصلبا، فعبدت الطريق بفأسي، وإن لم أجد من يغرس في أيامي الأمل، فلن أذهب مع من يزرع في أيامي الألم،واخترت أن أشق طريقا مستقلا،قد يختلف عن الطريق الموجود وقد يشبهه كثيرا،ولكن في كلتا الحالتين سيكون طريقا خاصا، له معنى خاص ،وعشق خاص،يهدف إلى ضمان حد أدنى من الاقتناع التام أن حياتنا محتاجة إلى قدر غير قليل من مراجعة أمور كثيرة والنظر إليها في ضوء جديد وبرؤيا إيجابية. 
فأصبحت عاشقة، لا أسعى لمن يغرس في قلبي سهما ويمضي،ولا قلبا يتخلى عني بلا سبب،ولا من يبيعني دون ثمن،بل أنتظر ضوء جديدا تسلل إلى قلبي الحزين فأعاده لأيامه البهيجة.
أجل،أصبحت العاشقة لرائحة الأوراق، أبحث بين الرفوف على رواية تليق بحجم قلبي الحساس،وألجأ لكتابة خواطري في غنى عن كل اللمات والتجمعات وأي كلام فارغ في حب آخر،أبحث عن كل ما يمكنه أن ينهي من حسابات زمن بعيد،ويريحني من آلام تشنجات لحظات أتذكرها وأفتش بين أيامي المالحة عن قطرة من الندى،أبحث بلهفة العاشق القديم عن لحظة يغتسل فيها القلب.....
فأمشي بذاكرتي المجهدة على الشوك والجمر..... والزجاج المكسور......فالحزن أتعبني واغتال ذاكرتي ونزف دمي وشل وجداني،وأردته أن يدعني وشأني ويلفظ أنفاسه الأخيرة معي، كم هو جميل القلب الذي يعيش على أمل!
فعندما أكون وحيدة في غرفتي بجوف الليل،الذي يحاصرني من كل جهة، ويأبى النوم ان يداعب جفوني، ويصخر مني ،ويتركني مع الليل أبحلق فيه ويبحلق في،عندها لا أجد سواه، فأميل للكتابة،فدفىء قلمي أضحى خير حبيب، فقلمي يحرر ولا يقرر، وقلمي أمير وليس أجير ،عشقت الحروف به،فبادلني نفس الشعور،فوجدته محبا وفيا صادقا حنونا،إحساس جميل عندما تجد من يحتويك، يحبك دون مقابل، يرسم ابتسامة،ويمسح دمعك،ويخفف ألمك،فقلمي قلم يكتب،ولسان ينصف وقلب يشعر وفكر يدعو إلى مستقبل أفضل، هو أمل أخضر التقت عنده كل الآمال،وقلمي يبعث الضوء ولا ينفث السوء، هو مدهش يجعلني أشبه بتلك النحلة التي تطوف بالبساتين والحدائق، وتحلق بها وتطير وتحط على آلاف الزهور ذات العطور المختلفة والألوان المتباينة في النهاية تجني عسلا، تلك عصارة أفكاري. 
فقد تسلحت بشجرة الثقافة لها ظل غير محدود، ضربت بجدورها في الأرض وفروعها في الفضاء، ومدت وجودها حتى فرضته على العابرين على كتاباتي، ضمتني لها ،فأصبحت من عشاق القلم، ومنحتني القدرة على التفكير والتعبير والتعرف أكثر عن ذاتي، لقد اكتشفت أشياء كثيرة عن نفسي لم أكن أعرفها من قبل،كما اكتشفت أنني أحمل صورة عن نفسي لم تكن واقعية، فأصبحت مقبلة على الحياة بشكل إيجابي، أبحث دون توان عن مدلولات الحياة، فأقبل على أية مشكلة تصادفني وانا اكثر ثقة لتجاوز عقبات الحياة ومنغصاتها،بإبداع أ عمال تتفوق فيها عن أي حزن أو فشل. 
فكلما بريت قلمي براني،وهل هناك أجمل من عاشقة عن قطرات القلم؟فقد كدت أسقط في مستنقع آلامي فانتشلني من بحر أحزاني، فقلمي ليس هو سبب ألمي بل هو سفير عقلي وترجماني،فقد أضحى هو خير أنيس والكتاب خير ونيس،فلن أتوقف بإذن الله ،فالنجاح لا يحتاج إلى أقدام بل إلى إقدام، وخلف كل عزيمة دافع،وخلف كل دافع قوة وخلف كل قوة مثابرة وخلف كل مثابرة توكل على الله ،وانا توكلت على الله وبنيت لي جسرا من الأمل ليمر عليه قلمي مرور الكرام.
مودتي ومحبتي وفاء العنزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.