الأحد، 26 يوليو 2020

( هل أنتَ مَن أعشَقُ ) ؟....بقلمي المحامي عبد الكريم الصةفي


( هل أنتَ مَن أعشَقُ ) ؟

قالَت تُحَدٌِثُني ... والوَجهُ مُكتَئِبُُ ... والعُيونُ تَنطقُ

يا وَيحَها الحَياةُ حينَما لِلماجِنِ تُغدِقُ

فَيَنتَشي تَمَرٌُداً ... ولِمَن دونِهِ يَسحَقُ

يَستَغِلٌُ العِبادَ طامِعاً ... لا يُنفِقُ

لا يَشبَعُ من الحَياة ...

يَظُنٌها مَسرَحاً لِلنَهبِِ ذاكَ الأحمَقُ

شاهَدتهُ في السوق يَشتَري ... يُدَقٌِقُ

وعِندَما رآنيَ ... أوشَكَ المُنافِقُ منَ الدَهشَةِ يَشهَقُ

أقسَمَ ... لَم يَرَ مِثلَ هذا الجَمال

لا في الشَمال ... ولا بِهِ المَشرِقُ

سُبحانَهُ الخالِقُ حينَما يَخلقُ

وكُنتُ صَغيرَةً في حينِها ... والقَلبُ من نَسمَةٍ يَخفقُ

فَغَرٌَني بالمَديحِ ... عَسَلاً يَسيلُ مِنَ اللٌِسانِ يُغدِقُ

سَيَُارَةُُ في الشارِعِ كَأنٌَها الياقوتَةُ تَبرُقُ

مَظاهِرُُ تَعبَثُ بالخَيال ... وَلَهُ تُشَوٌِقُ

فَكَيفَ لِمَهرَةٍ غِرٌَةٍ لا تَعشَقُ ؟

وبَعدَما أنشَبَ في جَسَدي النَحيل تِلكُمُ المَخالِبُ ... تُمَزٌِقُ

فَشَوٌَهَ بُرعُماً لَم يَكَد في غصنِهِ يُفتَقُ

ونالَ مِنٌِي مأرَباً ... ثُمٌَ أنكَرَني الفاسِقُ

وعَلِمتُ بَعدَها ... أنَهُ يَنتَمي لِمَنبَتٍ

هابِطٍ ... نَسَبٍ لا يوثَقُ

وفي الوُحولِ يَغرَقُ

يَنهَبُ مالَ العِباد ... لِحَقٌِهِم يَسرقُ

يُتاجِرُ بالنِساء ... وفي الفَسادِ غارِقُ

لُصٌُُ هوَ ... يُرضي الكِبار ... وعلى الصِغارِ لا يُشفِقُ

خالي الوِفاض ... يُغوي الأرامِلَ لِلبَغاءِ بالذِلٌَةِ توثَقُ

فَقُلتُ في خاطِري ... يا لَها المَأساةُ إن تَكُن

غادَتي بالحَديثِ تَصدُقُ

يا بِئسَها الفَتَيات ... لِمِثلِ هذا تَعشَقُ

تُعساً لهُ فَقرُنا ... يُذِلٌُنا لِلجُناة ... لِلكُبرِياءِ يُحرِقُ

فَهالَني أمرَها ... كَيفَ الحَياةُ لِلنِساءِ تَسحَقُ

واسَيتَها ... فأسبَلَت لي جَفنَها حينَاً وفي آخَرَ لَوَجهي تَرمُقُ

وقَفتُ مُعتَذِراً ... أدعي التَشاغُلَ ... وكانَ قَلبي يَخفقُ

لَو أنٌَها لم تَنبَطِح لِلفاسِقِ طَمَعاً في مالِهِ

لَكُنتُ رُبٌَما بِحالِها أرفُقُ ...

فالحُرٌَةُ تَأكُلُ من ثَديِها ... لا تَخضَعُ لِلذِلٌَةِ

أو لِلفُجور رَغبَةً تُعانِقُ

بقلمي

المحامي عبد الكريم الصةفي

اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.