( كوخٌٌ وذكريات )
تَرِدُ في خاطِري الذِكرى فَأستَرسِلُ
كوخُُ يُحيطُ بِهِ ذاكَ الَبَهاء ... وفي الجَمالِ يوغِلُ
في قَلبِها الغابات ... يَغفو على ألحانِها
وفي الصَباح يَصحو على تَغريدِها تِلكُمُ البَلابِلُ
رَيحانَةُُ في جَنبِهِ تُلَوٌِحُ لي
والوُرودُ عن حالَتي تَسألُ
باسِقاتُُ منَ الأشجارِ في صَمتِها تُجفِلُ
كَأنٌَها جَحافِلُُ تَرَبٌَصَت تُقاتِلُ
نَسائِمُُ مِنَ الزهور ... يا لَلشَذا لَم يَزَل في خاطِري
ولَم تَزَل رَوائِحُ ( الطَيٌُون ) لِأنفِيَ تُرسَلُ
وغادَةُُ في كوخِها تَضاحَكَت لِبُرهَةٍ
وأومَأت في لَحظِها ... كَأنٌَها لي تَسألُ
هَل لم تَزَل تَرغَبُ يا فتى في بَعضِهِ الغَزَلُ ؟
وأذكُرُ أنٌَني أجَبتُها ... إي نَعَم ... فاستَرسَلَت تَغزِلُ
وأسبَلَت لي جَفنَها ... يا سَعدَها حينَما تُسبِلُ
يا لَها تِلكُمُ الأيام ... وكَيفَ كانَت ( غادَتي ) لِلهَوى انشودة تُرَتٌِلُ
تدندن وَقتَ الأصيل ... وشَدوها يُثمِلُ
وشَعرَها ذَهَبُُ يَسيلُ مَرحى لَها الخِصَلُ
يَموجُ مِثلَما يَموجُ جِسمُها ... يا لَها السَنابِلُ
يُلامِسُ خَدٌَها شَفَتي ... فَأدٌَعي أنٌَها القُبَلُ
وتَغرُبُ شَمسُ النَهار ... وكوخَنا لِروحِنا يُظَلٌِلُ
نَبيتُ ليلَتَنا ... وجَفنُنا لا يَكادُ يَغفَلُ
وفي الصَباحِ كَم غَرٌَدَت بَلابِلُ
أقولُ ( لِلغادَةِ ) قَد أشرَقَت شَمسُ الصباح
فَهَل تَرغَبي بالنُهوض ؟
فَتَدٌَعي التَثاؤبَ ... وتَهمِسُ ... بَل لَيلُنا لَم يَزَل يُلَيٌِلُ
أقولُ في خاطِري ... كم أنا واهِمُُ مُضَلٌَلُ
يا وَيحَها ... كَيفَ تَصحو باكِراً في رَوضِها البَلابِلُ ؟
والغادة تغضب ... تهمس في سرها
يا لبؤسها تلك الطيور حينما بالنهوض تعجل
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.