الحضارات والثورة الصناعية الرابعة في ظل التعليم الالكتروني.
شعار المؤتمر الدولي الثامن للجمعية العربية للحضارة. الأول عن بعد أونلاين.
نظرا للوضع الحالي بسبب جائحة كرونا وفيروسها كوفيد19 المرعب للعالم بأسره والذي أدخله في دوامة و حيرة من أمره, إذا بات يتخبط في مشاكل جمة لا تعد ولا تحصى أجبرته على القعود في مكانه و عدم السماح له بالتحرك إلى في زاوية مربع محيطه, وأمام الظرف الراهن القاسم المشترك لكل الشعوب, والمشاكل العويصة التي تتخبط فيها كل القطاعات و الخدمات عموما ومجال التعليم العالي والبحث العلمي خصوصا، وفي بحر التغيرات التي طرأت على العالم بأسره, إرتأت الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية بالشراكة مع جامعة مونستر ومعهد الدراسات والتربية الإسلامية بالجامعة بألمانيا و إدارة مؤسسة APTEES الفرنسية ومخبر التراث الثقافي واللغوي والأدبي بالجنوب الجزائر بجامعة غرداية للمشاركة في عمل جماعي برفع التحديات بمساهمة فعلية لتعزيز وتفعيل تجربة العمل في ميدان التعليم وللبحث العلمي الإلكتروني عن بعد، ولخوض غمار التجربة تمت إقامة مؤتمر علمي لخدمة العلم والعلماء وإثراء الساحة بالبحث العلمي والحفاظ على ديمومة إستمرارية وتواصله.
وبتجربة نوعية وعلى مدار ثلاثة أيام كاملة , نظمت الجمعية. مؤتمرها الثامن كالمعتاد والأول عن بعد عن طريق أونلاين. الذي جرت فعالياته تزامنا مع إحتفالات ثورة ٢٣ يوليو, بمشاركة خمسة15 عشرة دولة عربية وأروبية, مشاركة واسعة تعددت المشاركات السابقة عددا وحضورا.
وعلى غير العادة في برتوكولات إفتتاح المؤتمرات و الملتقيات الدولية ذات الحجم العلمي و المكانة الأكاديمية. أفتتح المؤتمر من طرف رئيسه أ.د محمد زينهم أستاذ التصميم بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان ورئيس الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية, رفقة مقرر عام المؤتمر من مصر أ.د مها الحلبي مدير تحرير مجلة العمارة والفنون والعلوم الانسانية ورئيس قسم التصميم الداخلي والأثاث كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان بالمشاركة مع ا.د أحمد فهمي جامعة مونستر بألمانيا وإدارة مؤسسةAptees الفرنسية ومخبر جامعة غرداية جنوب الجزائر. باللغة العربية، الفرنسية، والانجليزية،.
وبختام فقرة الكلمات إنطلقت أشغال المؤتمر على برنامج ZOOM بإدارة ا.د/ رشا زينهم ومعالي الدكتور إبراهيم بدوي من مصر والدكتورة آمنة بامون من فرنسا وبحضور كوكبة من العلماء والفنانين وأساتذة مختلف الجامعات. بأكثر من 197 مشارك في الجلسة الإفتتاحية الأولى , أين وصل عدد المتابعين والمشاهدين عبر الاليف live على صفحة الجمعية على فيسبوك قرابة 5000 مشاهد.
وعرفت أشغل المؤتمر جدول المواضيع التالية بستة محاور:
الرقمنة والتعليم (1-مستقبل التعليم الرقمي أ.د/ ريان عبد الله عميد اكاديمية الفنون الجميلة "ليبزك" - ألمانيا
صياغة نظم التكامل والانتقال بين الحضارات القديمة والمستقبلية
الذكاء الصناعي وجودة التعليم عن بُعد (صياغة حضارية للمنظومة التعليمية الجماعية أ.د وديعة بوكر وكيل كلية الفنون والتصاميم بجامعة جدة السابق – السعودية
تعلم الفن والتصميم والعمارة عن بُعد
اسس ومعايير صياغة المنظومة التعليمية المستقبلية
معطيات التشكل الحضاري في الدراسات الانسانية في ظل الثورة الصناعية الرابعة.
بالمداخلات التالية :
1- مستقبل التعليم الرقمي أ.د/ ريان عبد الله عميد اكاديمية الفنون الجميلة "ليبزك" - ألمانيا
2-صياغة حضارية للمنظومة التعليمية الجماعية أ.د وديعة بوكر وكيل كلية الفنون والتصاميم بجامعة جدة السابق – السعودية
3- التعليم الالكتروني في ضوء منظومة إدارة الازمات-أ.د ميسون قطب عميد كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان – مصر
4- جائحة كورونا والتعليم عن بعد -السفير دكتور أشرف عقل نائب رئيس الجامعة الدولية الالكترونية
تمت مناقشة عدد (تسعة 79وسبعين) ورقة علمية، نوقشت على مدار ثلاثة أيام موزعة على (10) جلسات علمية (وفقا للبرنامج المرفق للمؤتمر) فى مجالات التعليم، الفنون، العمارة، التاريخ والتراث، والآداب، وقد قام بتحكيم هذه الأوراق العلمية مائة وثمانية وخمسون 158 محكماً كل فى مجال تخصصه وصلاحيته بإتفان.
تطرقت المداخلات إلى تحليل وتشخيص واقع التعليم على كافة المستويات والأصعدة بالعالم عموما كنماذج والدول المشاركة خصوصا بعرض التجارب والطرق المنتهجة والوسائل المستعملة.
يهدف المؤتمر الى رسم خريطة طريق علمية بجودة عالية برؤية مستقبلية للسنوات القادمة في ظل التغيرات والمستجدات التي تشهدها الساحة التعليمية. وخاصة تطور التعليم فى الوطن العربى أمام التحديات التكنولوجية الجديدة.
إذ بات إن أهمية التعليم في عصرنا لم تعد مسألة جدل في أي دولة من دول العالم، بل باتت ضرورة ملحة تطلب الإهتمام بأكبر جدية. فتجارب الدول المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن التقدم والرقي والتألق الوحيدة هو التعليم ولا شيء غيره في مقدمة الوليات (مصداقا لقوته تعالى (إقرأ بإسم ربك )، والتجارب المستخلصة أثبت بكل شفافية وعن جدارة أن الدول المتقدمة, تقدمت بفضل التعليم طنها وضعت التعليم من أولوية برامج سياستها وإهتمامها.
خاصة ان التعليم الإلكتروني في ظل التحولات الحالية والتطورات السريعة فى جميع المجالات وشتى المادين ,أصبح العنصر الحاكم المتحكم والغالب فيها أساسا هو التقدم العلمى والتكنولوجى للتعليم الآلكتروني . كما أن الرهانات المستقبلية ,أصبحت تشكل أولوي الأوليات من حيث الإهتمام به كون أن التطور التكنولوجي و عالم العصرنة يتطلبان ذلك في ظل التغيرات التي تطرأ من حين لأخر و الظروف الراهنة التي لم تكون في الحسبان ولم يكن احد في العالم متأهبا لها أصلا والغير متوقعة أساسا و التي أعطب أبعاد بأفاق مستقبلية واسعة لنظام التعليم الإلكتروني عن بعد حتي في أكثر الدول تقدما ..
وواقع الحال خاص في ظل المتغيرات والظروف الطارئة التي حلت دون سابق إنذار مثل جائحة الكروونا كوفيد 19. أعطت صورة واضحة مما لا شك فيه, أن جوهر الصراع العالمي بكل معطياته وتصوراته هو السباق الجنوني بين جميع الدول. لاسيما المتقدمة المتطورة هو تطوير التعليم بأساليب جديدة ومختلفة عن سابقاتها للولوج لعالم التعليم و التربية و المعرفة بحذافيرهم، وأنه لا تنافس اليوم إلا التنافس التعليمي كونه المجال الوحيد الذي لا يمكن الاستغناء عنه ولا العمل بدونه.
فالمؤتمر أعطى صورة واضحة بان الوقت الحالي أثبت أنه لا يمكن السير والعمل دون إستعمال ثورة المعلومات، وتطور التكنولوجيا الرقمية عبر بوابات العالم بأسره، تفرض على الجميع التحرك بسرعة و بكل فاعلية، خاصة الدول العربية و الإفريقية لتلحق بركب صدارة هذه الثورة، قبل فوات الأوان.
الدول المشاركة : سجل 15 دول مشاركتها وكل من الأردن، ألمانيا، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، بولندا، تونس، الجزائر، السعودية، العراق، عٌمَان، فرنسا، فلسطين، مصر، المغرب، اليمن، وقد تم فى المؤتمر مناقشة عدد (تسعة وسبعين) ورقة علمية
أرقم و إحصائيات :
شارك فى أعمال المؤتمر ثلاثمائة وسبعة وأربعون 347 مشتركا من خمسة 15عشر دولة وصل عدد المتابعين لأشغال جلسات فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للجمعية والأول من نوعه اون لاين الي 8400 متابع. طوال أيام المؤتمر صباحا ومساء , والذين أشادوا جميعا بأهمية مواضيع المؤتمر من حيث نوعيتها و جديتها وذلك عبر بصمات تعليقاتهم و مشاركاتهم و أسئلتهم على شبكة الإتصال.
عرف اليوم الأول :
شهد اليوم الأول من أعمال المؤتمر مشاركة نوعية جد راقية للأساتذة المشاركين المختصين من مختلف جامعات بلدان العالم, بحيث سجلت مشاركة 197 مشارك في الإفتتاحية في الجلسات والمناقشات العلمية , التي تباعها قرابة 3985 ومشاهد . عبر التقنيات االحديثة وفاعليتها التي تبث بواسطة اللايف علي صفحة الجمعية لتمكين الباحثين في كل مكان من متابعة هذا المجال العلمي الكبير و الجد الهام. ويأتي متوافقا مع اهم اهداف الجمعية ان التعليم والافادة منه حق للجميع.
اليوم الثاني والثالث: سجل اليوم الثاني عدد 121 مشارك متابع من خلال الجلسات والمحاضرات المبرمجة، والتي حدد بأربعه جلسات علمية بمعدل ثمانية 8 بحوث في كل جلسة, تميزت بمناقشة موضوعية ,تحاور فيها أساتذة الجامعات المشاركين من القارات الثلاث وهي إفريقيا . آسيا و ـوروبا, جلسات جد راقية من حيث نوعين الموضوعات المعروضة و بإدارة الجلسات بتوقيتها المحدد لها لتمكين الجميع من التدخل بكل أريحية , مواضيع علمية من طرف أصحابها كل و مجالاته و تخصصاته في العلم والبحث العلمي والإبداع الفني والتقني على كافة الأصعدة.
أفضل بحث في المؤتمر:
قد تم إختيار أفضل بحث عن المؤتمر الدولي الثامن للجمعية:
الباحثتان: سمر صلاح نعمان إبراهيم – علياء عزت حسن مرغم- مدرس بقسم التصميم الداخلي والاثاث كلية الفنون التطبيقية – جامعة دمياط – مصر “
تحت عنوان:
” دور التصميم الداخلي للفصول الدراسية في خلق بيئة داعمة للإبداع والابتكار في ضوء فلسفة نظام التعليم الجديد “ كأفضل بحث قدم عن المؤتمر وفاز بالجائزة المقدمة من شركة A3R للتجميل المعماري والترميم.
توصيات المؤتمر :
في ختام فعاليات المؤتمر خرج المشاركون بالتوصيات التالية:
التأكيد على دور التكنولوجيا الحديثة في التعليم والوقوف على مدى فاعلية التعليم عن بعد في الدراسة بكليات الفنون بوجه عام وتقديم حلول تصميم داخلي تساهم في تطبيق النظام التعليمي الجديد بطريقة فعالة لتصبح البيئة التعليمية محفزة للإبداع والابتكار
أهمية الوصول الى تصميم داخلي يحقق متطلبات واحتياجات الانسان فى ظل المستجدات ” فيروس كورونا “.
أهمية إحياء عمارة الظل ومعاني البناء السكنى المتصل بالتقاليد فى المنطقة العربية لحوض البحر الابيض المتوسط.
ضرورة اهتمام المؤسسات التعليمية بالبناء المعرفي والاجتماعي والمهاري لأعضاء هيئة التدريس والطلاب حتى يصبح التعليم عن بعد محققاً للتوازن بين النظرية الإبداعية والعملية الإنتاجية.
ضرورة تطوير مفاهيم العمارة وفق التغيرات المستقبلية المتوقعة لتصميمات البيئية المستدامة .
الاستفادة من القيم التراثية للطابع النوبي بمفهوم معاصر في التصميم الداخلي للمنشآت السياحية يحقق الهوية.
دعوة الفنانين الشباب إلى استخدام الحاسوب في أعمالهم.
الاستفادة من تحليل العناصر المعمارية في ترميم الآثار الإسلامية.
الاستفادة من المعالجات الرقمية للزخارف الإسلامية والمفردات الشعبية كمصدر لإثراء اللوحات الزخرفية.
السعي إلى تحديد متطلبات التقويم البديل لطلاب كليات الفنون عند تطبيق التعليم عن بعد لتقويم طلاب كليات الفنون، وتحديد كيفية قياس مدي فعالية استخدام التعليم عن بعد المتزامن والغير متزامن (في المواد النظرية والمواد العملية) في هذه الكليات.
ضرورة الاهتمام بالقراءة البصرية واستراتيجياتها وتفعيل دورها في مجال الفنون.
ابراز دور الدلالة ورمزية الوجوه كأحد ادوات الاتصال لإيصال رسائل تستطيع ان تصبح غذاء للفكر وتؤدي الي الاندماج مع المجتمع.
ضرورة التوجيه للاستفادة من مفهوم التصميم المعياري وتوظيفه في المنتجات الصناعية لابتكار منتجات جديده غير تقليدية.
الاهتمام بدمج التكنولوجيا في التعليم والتعلم خاصة فيما يتعلق بتجميع وتنظيم وعرض أدوات وأعمال التعليم المهني.
التعمق في الأبحاث التي تربط بين توظيف التكنولوجيا وإيجاد رؤية معاصرة للموروثات الفنية والثقافية
الاهتمام بنقل المعرفة ورقمنه التعليم
الاهتمام بالتّدريس التّفاعلي، ليكون بمثابة حلقة تدريبيّة تزرع في الطّلاب ثقتهم بأنفسهم وتفتح آفاق أفكارهم نحو الخلق والابداع
أكيد على ضرورة العمل والتعامل مع التقنيات الحديثة للتعليم والتكنولوجيات الحديثة، واعتمادها كوسيلة وآلية للتعليم العالي داخل الجامعات حتى بعد جائحة كوفيد-١٩، مع التأكيد على وجوب وضرورة تأهيل الكادر التعليمي أولا وتمكينه من استعمال هذه التقنيات والتكنولوجيات قبل الطالب حتى نتمكن من ضمان السير الحسن والنقل الصحيح والفعال للعلم والمعرفة والمعلومة وتطبيقها.
حتمية وجود منظومة مستقبلية الكترونية في تدريس المقررات بالجامعات المصرية يتوافر فيها معايير الجودة العالمية كبديل جزئي للطرق التقليدية (التعليم الهجين).
إيجاد حلول وآليات وتقنيات جديدة لتفعيل منظومة التعليم عن بعد والتعليم الرقمي بقطاعات التعليم والتدريب المتخصصة في الفنون والآداب والعلوم الإنسانية.
إضافة على فائمة التوصيات أوصى رؤساء الجلسة بأنه يجب تطوير منظومة التعليم من خلال تطوير وتحديث التعليم عن بعد لمواكبة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتي سببتها جائحه كرونا والتي قد تمتد لأزمان غير واضحة كي نحافظ بل نزيد من مخرجات وفعاليات التعليم
كما أوصى أ.د/ محمد زينهم أستاذ التصميم بكلية الفنون التطبيقية ورئيس الجمعية العربية للحضارة والفنون الاسلامية بتفعيل رأي أ.د/ ريان عبد الله عميد اكاديمية الفنون الجميلة ” ليبزك الذي جاء في محاضرته الافتتاحية بأهمية نشر أعمال وإبداعات الطلاب، وذلك من خلال تبني الجمعية للنشر العلمي لأبحاث طلاب المرحلة الجامعية قبل التخرج في مجالات الفنون والعلوم الانسانية.
خاتمة: إختتاما لفعاليات المؤتمر بكلمات المشاركين و تأكيد الحرص على العودة للنشاط بحماس فياض بعد تعبئة الرصيد العلمي و المعرفية المشحون من خلال الثلاثة أيام المتداولة فيها جميع المواضيع برمتها والتي أستقطبت أكبر عدد من المتبعين سواء مشاركة حضور أو مشاهدة ومتابعة.
وإشادة بنجاح المؤتمر وإعطاء صورة مشرفة له تناولتها وسائل التواصل الاجتماعي عبر شبكة المربع الأرزق أسدل الستار بمشاركة أحد المتابعين بقصيدة شعرية منوها فيها بجهود القائمين و الساهرين عليه كانت جرعة ترفيه تخفيفا لتعب الأشغال .
الأستاذ الحاج نورالدين بامون – ستراسبورغ فرنسا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.