الأربعاء، 3 يونيو 2020

وصايا فيما تبقى من رحيل الأوقات بقلم أ.غسان حمدي


وصايا فيما تبقى من رحيل الأوقات :
لدينا بقايا وقت ..كي نرتب الوقت ..
ونعيد ترتيب المكان ..وسادة هنا ..
وصورة على الجدار ..
كأس للحنين وقدحان لأخر النهار 
لدينا بقايا وقت ...
كي ننظف الصمت من الغبار 
ونضيء الشموع لزوجان 
ونمسح الدموع من قلبان 
لدينا بقايا وقت ...
كي ندرب الصوت على الكلام 
وندرب البيت على الوئام 
وندرب القلب على الحب ..
وعلى السلام 
وانتظر أيها القلب ..
ولا تذهب وحيدا 
كما اعتد 
وانتظر يا حب ..
ولا تتعب غريبا 
مل من الفقد 
واحلم بالحياة ...
وعشها بنغم الحرية 
واحلم بالحياة ...
وعشها بنعم الأبدية 
وغني على أوتار الأبجدية 
لا تترك ناصية الخير 
ولا تأمن عاقبة الدهر 
للزهر رائحة جميلة ..
ويزيد جمالها على شرفات الحب 
وللخير ثمرة عظيمة ..
ويزيد نضوجها مهما تعثر الدرب 
لا تنظر بالمرآة لترى نفسك ..
في أكثر من امرأة 
ولكن انظر في عيونها ..
لترى كل النساء بامرأة 
لا تهجر القصيدة ...
فهي بيتك الرحيب 
وكن حبيبا لحبيبة ...
زوجة في حضورها لن تغيب 
لدينا ما يكفي من الوقت ..
كي نحب الحياة 
ولا نهجو الموت 
أنفاسنا... ساعات وكلمات 
وأحلامنا أوقات متناثرة على الشرفات 
كل نظم أولي... هو شبق لحلم عفوي 
كل حلم عفوي... هو نفق لوهم أبدي 
وكل حقيقة ..كانت حلم في هذة القصيدة 
وكانت سلم لحرب طويلة ..
ليحل السلام بيني وبين نفسك 
ويحلو الكلام في لغتي وفي ظلك 
لا توقظ الذكرى كثيرا ..
لأن الوقت لا يتسع للحسرات 
ولا تدون أكثر من فكرة ..
لآلى تتوه في الخلوات والذكريات 
شاطر بيانك مع من تحب ...
فلربما تقترب فيه... وتقترب فيك المسافات 
لا تغترب فيه وكن وطنا له ..في كل الأوقات 
وكن وطنا فيه ...مهما تعرجت الطرقات 
فالقوافل ما عادت تطيق الرحيل 
والسلاسل ملت من زمجرة المستحيل 
اكتب عن السلام ..
واكتب بالسلام... وسلام الروح ...
خير سبيل في هذا السبيل 
صالح نفسك ..وتصالح مع جسدك 
لا تحترق أكثر فالرماد...
ما عاد يقوى على الأحتراق 
والميعاد أصبح ظل في كل هذا الفراق 
واللقاء يجمع المساء ..ويجتمع بالسماء 
لا خير في روح لا توصي بالعلياء 
ولا شر في جروح مازالت تصغي...
لوصايا الشعراء 
وكل منفى كان وطن ...
وكان ذكرى لكل هذه المحن 
سلاما لنا وسلاما بنا ...
والسلام على كل المحبين 
يكتمل الحلم وتستمر السنين 
وينتصر الخير ...
مهما تجبرت الشياطين 
وينتصر الحق ولو بعد حين 
وصايا شاعر لشاعر ..
لا خير في كلمات ...
لا تدافع عن الوطن في وجه المهاجر 
ولا خير في أوقات ..
تهجو الزمن إذا تمرد الثائر 
لدينا بقايا وقت ...
كي نحب الحياة من أجل الممات 
ونفرش الأرض بالزهور والأوقات 
ونقول نعم لكل شيئا جميل آت 
ونقول وداعا لكل وجع مات 
وبقيت صدى ذكراه ..تملأ الطرقات 
فيما تبقى لنا من الأوقات 
وفيما تبقى معنا من هذه الأبيات 
بقلمي ...
أ.غسان حمدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.