السبت، 27 يونيو 2020

عن الأستاذ والشاعر القدير علي الباز //محسن محمد


عن الأستاذ والشاعر القدير علي الباز //محسن محمد 
........................................................................


أنا الآن أحرس أجراس الكنائس بملاطفاته  
وأمشط قباب المساجد بصوته الأبوي، 
أحاول كتابة قصيدة عذراء في وصف روعته، 
أدلل هواء المدينة لأجله وأغري عصافير الشتاء بالتصفيق شكراً له لحضوره الدائم في كل لحظات السعادة التي تعانقنا؛ فهو سبب رئيسي في إحداثها وإمدادنا بشعور البهجة التي تزيح عن كواهلنا لسعات الملل والروتين اليومي.. 
قلبه أكثر اتساعاً من البحر، سيد نجوم الليل، 
صاحب الروح الكبيرة بشكل يعكس رقياً أخلاقياً عالياً..
نصفه ملائكي والنصف الآخر بشري، 
روحه تشبه الأفق في عمقها الشعري واستعاراتها الجمالية وكنايتها الساحرة في التصوير البلاغي 
وفهمها لملابسات حاضر ضبابي ومبهم المصير.. 
شاعر غزير الإنتاج يتلاعب بالكلمات كأنها أحجار لعبة الشطرنج، يركبها كيفما يشاء ليخلق قصيدة تشبه الحب، وراسخة تحمل في طياتها ملامح جبل بعدان في علوه وجماله.. تنساب من قصائده رائحة شعراء العربية الأوائل 
في موسيقاها المطربة ودلالاتها الجميلة.. 
أرستقراطي في تعامله، يتفجر ينبوع الأمان في حظرته وتجلي ضحكته البؤس عنا كما تجلي الرياح السحب 
عن صدر السماء.. 
عندما أكون جالساً أمارس فعل القراءة، يدندن اسمي على إيقاع ضربة وردية تشبه النسيم بيده على ركبتي، ويسألني عن حالي.. أحس بضربته كأنها متكثفة من بخار ماء مودته، 
فأبتسم ويجتاحني شعور الغبطة جراء ذلك..
إنسانيته وطن لا يموت، منها أصنع قارباً ورقياً للسفر بعيداً عن شواطئ الكآبات بحثاً عن ألف قبلة تخبئها الشمس تحت سريرها الأبدي، وأصطاد حكمة من فم صياد عتيق قد نحت موج البحر ساقيه، فصار يصارع عمره لإيقاف توغل الحروب إلى داخل وطنه الجريح.. 
ولكن من هو هذا الإنسان ذو الروح الجميلة...؟ 
إنه الأستاذ البديع والشاعر المتميز علي الباز بشخصيته العفوية واللطيفة..
عزيزي.. كل الناس يموتون إلا الطيبون مثلك، فهم خالدون في قلوبنا، وعلى أجنحة الفراشات ينامون، يلتحفون الأخلاق الجميلة، فنشعر معهم بالدفء الإنساني، ونظل نتنفس رذاذ عواطفهم الصادقة على الدوام..
عزيزي.. تفشت في المدينة رائحة صوتك لتؤنس أرصفتها وأزقتها، وباركتك قلوبنا بالمحبة، فروحك عظيمة وبسيطة وجميلة كطيف ملائكي يرشقنا بورود الجنان دون أدنى كلفة.. 
ابتسامتك تثلج قلوبنا كأنها حبة نعاع وتسرف في إغراقنا في عوالم مرح لا حدود لها، وهذا المكان من ملاطفاتك تبسم وتمدَّنت قرى الأحزان، واستوطنت الألوان عيون الكائنات.. 
في الكتابة عنك لا توجد مساحة للاختصار، 
ولا توجد حدود يتوقف عندها صوت الموسيقى، 
تتدفق الكلمات برشاقة الضوء لترسم صورة متواضعة عن شخصك الكريم، فمهما ظل تدفقها مستمراً فأنها لن تسعفني لأكفيك حقك في الثناء والمدح..
شكرا للهواء الذي تتنفسه وللعلك الذي تمضغه ولكرمك الزائد في الضحك.. كن على الدوام متصدقاً علينا بابتسامة 
ولا تحرمنا من إشعاع وجهك الأرسطي، 
فأنت الأب وأنت الأستاذ وأنت الشاعر.. 
دمت رائعاً كالربيع القادم بعد الآن، 
لك كل الحب والتقدير والاحترام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.