الجمعة، 26 يونيو 2020

اللاجئة الملتجئة بقلم احمد المقراني


اللاجئة الملتجئة(قصة من الماضي تجسد واقع الحاضر)
عصفورة ارتفعت في الجو قد سرحت°°°وللزهـور شـدَت على الربـى انتشـــرت
لما السماء صفت وبالغزالة احتـــفـلت°°°أنسـام مشرقـــها روح الشــــذى عبــقـت
الكون بنور مقدمـه هـــب احتفــاء به °°° هو الربيع كل المباهــج للـورى وسـعت
وابن صالحة يعد شايا في الفناء شـدا °°° بذكرى ماض به الأحــداث قـــــد حفـلت
وفجــأة سُمــعت في الجــوصـرصـرة°°°تذيب لباب مهــجة من بالبـأس قــد تُبـعت
هي العصفورة زار المــوت عتبــــتها°°°صقر تعقبها جدّ يطلبها وفي السبـاق كبت
العصفورة فكرت قــــرارها اتخــذت °°°إلى الإنسان رمت ورغم شكها به وثقــت
هبت مـــــرفرفة والذعــر ينهشـــــها °°°إلى المجير الوحيد إلى أحضـــانه لجــأت


°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
لله في خلقه شؤون ،حادثة مدهشة بقت عالقة في ذهني حضرتها بنفسي وشاهدت تفاصيلها وهذه خلاصتها:كان الوقت بداية الربيع وقد انتهى العمال من حملة الحرث والبذر،عبد الرحمن بن صالحة أحد عمال مزرعتنا المتواضعة راق له في يوم ربيعي بسمائه الصافية وشمسه المشرقة وهوائه العليل أن يخرج لفناء الكوخ ويشعل نارا ليعد كأسا من الشاي، وهو المشروب المحبب والضروري أحيانا.كنا نلعب بالقرب منه نصنع من الطين مجسمات تحكي البيئة حيوانات وأشياء أخرى ونقوم بتاليف مشاهد من حياة الريف.وبينما كنا مستغرقين في ألعابنا وعمي عبد الرحمان منهمك في إعداد شايه ،مستغرقا في ذكريات ما ضيه وواقع حاله. فجأة سمعنا صرصرة في الجو بشكل مخيف، جعل الجميع يتوقف وينتبه ويدقق،إنه صقر جارح يتعقب عصفورة وهي تحاول الإفلات دون جدوى، وما جارى بزاة الشم طير في الفضاء ارتفع.وعليه هي واقعة لا محالة ،وفي وقت لا يتعدى الثواني فكرت وقدرت وقررت واختارت أخف الضررين وأهون الاحتمالين.فالنسرالجارح ملتهم، وكذا الإنسان في وقت القرم واللهفة على جذمة لحم لا يؤمن جانبه،وأخيرا اختارت اللجوء إلى الإنسان لعل فيه شيء من الأمان ومع هذا القرار فقد اختارت الرجل على الأطفال ارتمت تحت ركبة الرجل مذعورة ولسان حالها الأمان الأمان وكان عبد الرحمن في مستوى الأمان، هدأ من روعها ولما أمنت الأجواء أطلقها سبحان الله الذي ألهمها في وقت شدتها ما يمكن أن لا يخطر بخلد الإنسان في وقت الشدة كوضعها، وقد أصابت الاختيار، وسلكت سبيل النجاة بحكمة العزيز الغفار.
في مقابل هذه القصة الواقعية منذ سنوات،نعيش اليوم قصصا مشابهة في الشكل وبمضمون مناقض، نرى اليوم الملايين من العصافيرالإنسانية يطاردهم شبح الجوع والمرض والغرق،إضافة إلى الصقورالمعدنية المحملة بدواعي الفتك والأذى والموت،هؤلاء يتجهون اليوم إلى من ظنوا أنه ابن الصالحة التي أصبحت بمرور الزمن الطالحة لما أرضعت ابنها حليب الذل والغدر والخسة، ليفقد بذلك انسانيته وحسه وشهامة الحماية والرعاية، الأغلبية الساحقة من هؤلاء المعذبين يتركون لمصيرهم مما يضطرهم لركوب المخاطر بعيد عن الأوطان ليستجيروا من الرمضاء بالنار، زيادة على التضييق والمحاصرة. بينما الأموال والعطايا والهدايا والهبات تغدق على تحريض أعداء الأمة على الإمعان في التشريد والقتل،أموال يرصدها أبناء الطالحة من خونة أمانة الأمة بدون حساب لتصب في جيوب الأعداء بالملايير في شكل رشاوى وهبات وصفقات مشبوهة وأسلحة مغشوشة.ويحلو لهم الصيد في الماء العكر. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي المقتدر.

احمد المقراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.