الأحد، 31 مايو 2020

لمن ستغني الطيور بقلم نعيم كمو أبو نضال

 لمن ستغني الطيور
بعد رحيلك ِ لمن ستغني الطيورْ
ستذهبُ الحكاياتُ وينتهي الحبورْ
وتجفُ الدموعُ ولمنْ تنحني الزهورْ
وتختفي الحمائمُ وتغادرُ النسورُ
وإن عدتِ وناديتِ ستردُ عليكِ القبورْ
ستبقى قصة بين الألسنِ عبرَ الدهورْ
بين الغاباتِ أجازفُ تزمجرُ النمورْ
سترينَ النعشَ والطعامُ يملأ القدورْ
ويقفُ السيرُ وتمتليءُ السماءُ بالبخورْ
وتختفي الخضارُ ويبقى شجرُ التمورْ
بعد الرحيل تصمتُ الألحانُ والعصفورْ
وأنا وريشتي وأوراقي نبحثُ عبثاً ندورْ
سأكتبُ عنكِ حكايات تنتقلُ عبرَ العصورْ
ذكرى الليالي وكل وربيعِ العمرِ والزهورْ
يا سيدةً اقْتنصتْ ضميري وتوقفَ العبورْ
سأكتب عنكِ بصفحاتٍ تملؤها السطورْ
وبعد الرحيل
لمنْ ستبقى خميلتي مفتوحةً
والأريكةُ ستبكيكي
وعرائسُ المروجِ ستنحبُ
والورودُ ستذبلُ
والعصافيرُ تصمتُ
ويغيب البدرُ وأنا
وأنتِ لمنْ تكونين
كنتِ خيرُ زائرةٍ وخيرُ أنيسةٍ
وكنتِ مبعثُ الأملِ
إنْ أتيتِ سأعتذرُ وفي عينيكِ خبرٌ
يُنبِئُني بالأساريرِ
ويُبلْغني أن العمرَ سيضيعُ عبثاً
وكنتُ قد وهبتكِ ما تبقى من العمرِ
وفي سمائكِ كنتُ أتخيلُ النجومَ والكواكبَ
لو تعلمينَ كم كنتُ واثقاً بكِ
ولا تظني أنني كنتُ يوماً أخالفُ ضميري
بعدكِ تموتُ ممالكُ النحلِ وينتهي الشهدُ
وتتفجرُ شرانقُ الحرير وتنضحُ مياهُ البحيراتِ
وتترنحُ الظباءُ سكْرى
ونعيقُ البومِ سيعْلو
ويعمُ الظلامُ
وتتفجرُ الينابيعُ
وتتيتمُ الأحلامُ
واستيقظتُ من الحلمِ كالكابوسِ
وتراءتْ ليَ نديمتي وبدأ الحوارُ سألتُها
متى كانَ العشقُ سجناً بلْ خروجهُ من معتقلِ الأحلامِ
بعد تجاربِ الحياةِ وانصهارِ الروح بالأشواقِ عبرَالأيامِ
من يعيشُ خارجَ بوتقةِ الحبِ يتيماً يتلذذُ دوماً بالسمِّ الزؤامِ
نديمتي أخرجي من القصرِ الموصودِ بالمزلاجِ إلى الوئامِ
تمتعي بالحبِ وهو ملاذنا شئْنا أم أبينا نقعُ غفلةً في الهيامِ
ها أنتِ معي بين معشرٍ من رهطِ الأدباءِ همُ كليةُ الإحترامِ
الحبُ يدخلُ خِلسةً قلوبَنا كالموتِ يحكمُ علينا ظلماً بالإعدامِ
رائعةٌ كتبتُها تجلتْ بها الروحُ منبعثةً بالتساؤلاتِ والإقدامِ
نعيم كمو أبو نضال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.