( كانَت جارَتي )
صَرحاً لَها قائِماً في الجِوار
تُحيطُهُ من حَولِهِ الزَنابِقُ تَحُفُها الأزهار
وَتَمرَحُ في جَوٌِهِ تِلكَ الطُيور ... والعُقولُ تَحار
والرياحينُ في رَوضِهِا تَزدَهي ... يا لَلخَضار
أقولُ في خاطِري ... يا تُراها مَن تَكونُ ؟
ومَن فَتاها المَصون .؟
لَم أرَ في الحِما فارِساً ... ولا صَهوَةُ ... أو صَهيلاً لِلخُيول
أيُعقَلُ ما لَها من فارِسٌ في حَيٌِها يَرعى الحُصون ?
كَم أُشاهِدها دائِماً وَحدَها تَخطُرُ في حَقلِها
حَدٌَثَتُ نَفسي في غَدٍ أعزُمُ أن أُحادِثها
إذ سَوفَ أدنو مِن رَوضِها ... عَلٌَني أُصادِفها
هَل عَساها تَنهَرُ فارِساً مُتَيٌَماً في عِشقِها ?
سأرتَدي في الغَدِ أجمَلَ حِلَّةٍ في خَزنَتي
ولَم أنَم في لَيلَتي ... أُحاوِرُ طيفاً لَها لَم يُفارِقني
حاكَيتُ في غُرفَتي ... أنٌَني ألتَقي بِغادَتي
حَسٌَنتُ من لَهجَتي … فَخٌَمتُ في لَفظَتي
واللٌَكنَةُ ( المَمدودَةُ ) كَنَغمَةٍ ... بَتَرتُها من جُملَتي
وكَم أعَدتُ المَشهَدَ …
أُبدِعُ لَهجَةً وَسَطاً لأرتَقي سُلٌَمَاً
عَلٌَهُ يُشعِرُها بِمَنزِلَتي
في لَحظَةٍ يُنسَخُ التَحسين ... يا لَذاكِرَتي
شاهَدَت أمٌِيَ مِن خَلفِِها السِتارةِ مَشهَدي
لَطَمَت خَدٌَها ... جُنَّ الفَتى ... يا وَيلَتي
وأشرَقَت شَمسُ الصَباح
والضَوءُ في الآفاقِ لاح
ولم أزَل أُكَرٌِرُ مَشهَدي ... وتَشهَدُ عَلَيٌَ نافِذَتي
أخَفٌِضُ من نَبرَتي بُرهَةً … أو أُشَدٌِدُها
في مَشهَدِ يَحمِلُ المَوَدٌَةَ ... كَأنٌَها قُبالَتي
دَرٌَبتُ نَفسي ماءَةَ مَرَّةٍ ... كَي أُطلِقَ بَعضَها جُملَتي
رَأيتُها في رَوضِها بَينَ الزُهور ... يا لَها غادَتي
خَشيتُ أن تَسبِقَ في خَطوِها خُطوَتي
أسرَعتُ كي أسبِقَ خَطوَها تَقودني لَهفَتي
شاهَدتُها تَسقي الورود ... قُلتُ في خاطِري ... هذهِ فُرصَتي
يا صَباحَ الوُرود ... ألقَيتُها كالفارِسِ تَحيٌَتي
رَدَّت بأطرافِ الشِفاه ...
أفشَلَت حَماسَتي ... حَطٌَمَت رَغبَتي
خَشَّنتُ من صَوتِيَ … شَدٌَدتُ من لَهجَتي
فَلَم أجِد تَجاوُباً … أطلَقتُ من لَحظَتي آهَتي
وعُدتُ أدراجي إلى مَنزِلي خائِباً
وأحرُفُ المَدٌِ عادَت إلى لَكنَتي
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.