وليتهم يتعظون
كل دول العالم ممن لديهم حكام ( عقلاء )، لديهم صندوق _ بل صناديق
_سيادية، توضع فيها جزء من اموال الواردات المستحصلة للدولة من ثرواتها
المختلفة. خاصة إذا كانت دولة تعتمد الإقتصاد الريعي. وحتى المواطن البسيط
ممن لديه فائض مالي، تجده لديه مايحتفظ به لأوقات ( العوز والفاقة ).
وأتذكر حتى عندما كنا اطفالا كنا نشتري ( قاصة ) مصنوعة من معدن مأخوذ من
علب ( الدهن ) الكبيرة لنوفر فيها بعض الدراهم او الدنانير .
أقول : مر العراق والعالم بأزمات اقتصادية كبيرة، كان آخرها في عام
2014 ، حيث الهبوط الكبير في أسعار النفط والأزمة الاقتصادية الكبيرة،
والتي ترافقت مع ظهور وبروز داعش وأحتلاله مناطق شاسعة في العراق وسوريا.
وأدى ذلك إلى أستقطاع جزء من رواتب الموظفين، وتوقف المشاريع الاستثمارية،
وخاصة مشاريع البنى التحتية. أليس من الغباء إذن ان لايتعلم هؤلاء
المسؤولون من كل التجارب السابقة القاسية والواضحة. أليس من الإجرام أن
نصبح بين ليلة وضحاها دولة عاجزة عن توفير حتى رواتب الموظفين لمجرد هبوط
أسعار النفط، أليس من الغباء أن يكون لدول الجوار في الخليج صناديق سيادية
تفكر حتى بحقوق الأجيال القادمة، رغم أن بعض حكامها ممن وصل لسدة الحكم
بالوراثة، وقد يكون لايملك حتى شهادة الإعدادية _ ان لم يكن أقل _ ولكنهم
يملكون من ( الحكمة ) والوطنية أفضل واكبر بملايين المرات من سياسيين
حاصلين على الشهادات العليا من جامعات أوربا وامريكا، وليس لهم هم إلا
مصلحتهم الشخصية والحزبية.
ألا لعنة الله على الظالمين.
رعد دواي الطائي
18/ 4/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.