هبوط
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
بعد منتصف الليل ، بعد أن هدأت العيون وغارت النجوم ، وبدأ الكل يغط في
نومه العميق ، رن هاتفه الخلوي ليسمع خبرٌ نزل عليه كالصاعقة ، بهبوط أسعار
النفط إلى دون الصفر ، ليدرك حينها انه قد خسر كل شيء بإفلاسه وضياع أسهمه
، صمت قليلاً ليصرخ صرخةٍ هزت ارجاء منزله ، صحت زوجته لتعرف منه ما حصل
وتشاركه حزنه وهمه ، حتى بزوغ الشمس ، هم مسرعاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أو
حتى الحفاظ على ما في رصيده من أموال ، بينما كانت زوجته مشغولة بجمع ما
تتمكن من جمعه من أموال ومجوهرات داخل
المنزل وتترك له رسالة وداع ، عاد لمنزله بائساً فاقداً كل ما يملك لعله
يستعين بشريكة حياته أن تخفف عنه الألم ، لكنها قد رحلت ولم تترك له حتى
ثمن علبة السجائر ، حينها ادرك انه لا قيمة له عندها وإنما كانت العلاقة من
اجل ما في جيبه ،
لم يبحث عنها أو حتى يحاول الاتصال بها بل صلى
شكراً لله انه قد اكتشف امرها لو بعد فوات الأوان ، غادر منزله الذي باعه
للتخلص من ديونه ، متجهاً للعيش مع أخيه النجار فما كان من الأخير الا
الترحيب به ومشاركته ما يجني من عمله المتواضع مقابل ان يساعده ولو بشيء
بسيط ، استمر على هذا العمل لأكثر من سنة حتى صادفته امرأة ً مشوهة الوجه
من اثر الحروق فاقدةً للبصر ، استوقفته حالتها وهي تستجدي منه بعض المال
لسد رمق جوعها وجوع ابنها الرضيع ، جلس يسألها عن الطفل وأبيه ، وتعهد ان
ينقذها من التسكع ويربي رضيعها ،
قالت إن هذا الطفل كان ضحية طمعي
وجشعي ، حيث تركت ابيه عندما علمت بإفلاسه وهربت بما جنيت من أموال منه ولم
اكن اعلم بحملي ، استثمرت كل ما املك بشركة تبين فيما بعد انها وهمية ولا
أساس لها ، طالبتهم بحقي فأحرقوا وجهي وفقدت بصري ، بعد ان فقدت زوجي وبيتي
وكرامتي ،
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
علي ابو غدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.