الثلاثاء، 21 أبريل 2020

هبوط كلمات علي ابو غدير


هبوط
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
بعد منتصف الليل ، بعد أن هدأت العيون وغارت النجوم ، وبدأ الكل يغط في نومه العميق ، رن هاتفه الخلوي ليسمع خبرٌ نزل عليه كالصاعقة ، بهبوط أسعار النفط إلى دون الصفر ، ليدرك حينها انه قد خسر كل شيء بإفلاسه وضياع أسهمه ، صمت قليلاً ليصرخ صرخةٍ هزت ارجاء منزله ، صحت زوجته لتعرف منه ما حصل وتشاركه حزنه وهمه ، حتى بزوغ الشمس ، هم مسرعاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أو حتى الحفاظ على ما في رصيده من أموال ، بينما كانت زوجته مشغولة بجمع ما تتمكن من جمعه من أموال ومجوهرات داخل المنزل وتترك له رسالة وداع ، عاد لمنزله بائساً فاقداً كل ما يملك لعله يستعين بشريكة حياته أن تخفف عنه الألم ، لكنها قد رحلت ولم تترك له حتى ثمن علبة السجائر ، حينها ادرك انه لا قيمة له عندها وإنما كانت العلاقة من اجل ما في جيبه ، 
لم يبحث عنها أو حتى يحاول الاتصال بها بل صلى شكراً لله انه قد اكتشف امرها لو بعد فوات الأوان ، غادر منزله الذي باعه للتخلص من ديونه ، متجهاً للعيش مع أخيه النجار فما كان من الأخير الا الترحيب به ومشاركته ما يجني من عمله المتواضع مقابل ان يساعده ولو بشيء بسيط ، استمر على هذا العمل لأكثر من سنة حتى صادفته امرأة ً مشوهة الوجه من اثر الحروق فاقدةً للبصر ، استوقفته حالتها وهي تستجدي منه بعض المال لسد رمق جوعها وجوع ابنها الرضيع ، جلس يسألها عن الطفل وأبيه ، وتعهد ان ينقذها من التسكع ويربي رضيعها ، 
قالت إن هذا الطفل كان ضحية طمعي وجشعي ، حيث تركت ابيه عندما علمت بإفلاسه وهربت بما جنيت من أموال منه ولم اكن اعلم بحملي ، استثمرت كل ما املك بشركة تبين فيما بعد انها وهمية ولا أساس لها ، طالبتهم بحقي فأحرقوا وجهي وفقدت بصري ، بعد ان فقدت زوجي وبيتي وكرامتي ، 
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
علي ابو غدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.