الأربعاء، 1 أبريل 2020

(( نِهايةُ العَالم )) بقلم/أشرف رسلان


(( نِهايةُ العَالم )) 
___________________
جَلَسْتُ وحيدًا وكوبٌ مِن الشّاي عَلى المِنضَدة كأنَهُ يُراقبُني ، يَتوَغلُ في أحداقي ، يُفتشُ عَن شِئٍّ غَريبٍ طَرأ عَليَّ ، فَلم أكن أتنَاولَهُ إلا نادرًا فالقهوةُ عِشقِي و سَلوتي ، تَغيرَتْ أشياءٌ كَثيرة لَيست بداخلى فقط ، ولكن تغيرت أشياء كثيرة حَولنا منذ غَزو ذاكَ الوَباءُ اللعين ( كُورونا ) ذلك الفَيروس الذي سَرَى كالسرطان ، انتشر بسرعةٍ فَائقة بين البَشر فِي تَحدٍّ صَارم و عَنجَهية، مُتحديًا أعاظِم القُوَى البَشرية مؤكدًا 
( أن لاشَئ يَعُوق إرادة الخَالق) حقًا فَهو أشدُّ هلعًا مِن القُنبلةِ الذّرية التي ألقَتها الولايات المتحدة الامريكية على اليابان في هِيروشيما أو ناجازاكي ، وأقوَى من تُسونامي المُدمر .
بدأ الاحساس يَتسلل إلَيَّ وكأن البَشرية مُقبَلة عَلى نِهاية العَالم ...
( لا. لا .. لَيسَت النِهاية فَنحنُ نُؤمن بالله فَلا نِهاية إلا بعلامات جاءت في كتابه الكريم )....... هَكذا ظَلَلْت لَحظاتٍ فاستفَقت حِينَ شَعَرتُ بِحرارةِ الجَمرة من سِيجارتي تَقتربُ من أصَابعي، فَقَبضتُ بِيدي على كوب الشاي كي أنهي مابه من قَطرات وَعُدت مَرَةً أُخرى إلى نِهاية العَالم أُحادِثُ نَفسي 
( إن كَانَتْ نِهاية العَالم ، فَلَن يُفنيَّ الله خَلقَهُ جَميعًا هَكذا ، نعم إنَّها عِظَةٌ من الخَالِق لِنَعودَ إلَيهِ وَ نَنْشُرُ بَينَنا المَودَةَ والمَحبَةَ لِيَعُم السّلام ، كَفَى حُروبًا... كَفَى جَمعًا للأموال كَفَى زِيفًا وَ غِشًا و خِداع ، فمَاذا جَنيْنَا مِنْها جَميعًا ، وإن غَنِمْنَا فبماذا نُضَحي الآنَ كَي نَنجوَّ مِن ( كُورونا ) ذَاك الفَيروس الَّذى أثْبَت أننا جَميعًا عَاجزون عَنْ اكْتِشافِ ما يُدَمرهُ ، دواءٌ يُخْرِجُه مِن جَسَدِ المَريض ، مَصْلًا يَقينَا مِن الإصَابَةِ بِهِ ، 
سُبحان الله العَزَيز الجَبار فَتَذكَرتُ قَولُه تَعَالَى :
( وَمَا نُرْسِلُ بالآيَاتِ إلا تَخْوِيفًا )
صَدَقَ اللهُ العَظيم
إنَّ اللهَ خَوَف النَّاس بِما يَشاءُ مِن آياتِه لَعلَهُم يَعتَبرون و يَذكرون و يَرجعون ..... فَانْتَفَضتُ وارتَعَدت أوصَالي وأنا أُفَكرُ في أخطاء الأمس ، هَل كُنْتُ عَبدًا للهِ تَقيا ؟ أَاتَبَعت مَاجَاءَ في كِتابِهِ الكريم و سُنَةِ رَسوله مُحَمدٍ الأمين (صَلى الله عَليه وَسلم ) ..... 
فَعَلِمتُ بِأن الإنسانَ مُثقلٌ بالذِّنوبِ و المَعاصي لِأجْلِ مُتَعِ الحَياةِ ، فَلا خَلاص .. كَيف الخلاص و نَحنُ نُغضِبُ الخَالق ونَتمَادى في مَعصيته،
تُوبوا الى اللهِ وَاسْتَغفروه كثيرًا فَهو الغَفور لَعلهُ يَرحمُنَا جَميعًا فهو الرَّحْمَنُ الرَّحِيم .
ماأعظَمَ صِفَاتك يامَالِك المُلك يا ذُو الجَلالِ والإكْرَام 
بقلمي/أشرف رسلان 
الاربعاء ٢٠٢٠/٤/١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.