الجمعة، 3 أبريل 2020

( دعتني إلى رَوضِها ) بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

( دعتني إلى رَوضِها )
وَجَدتها قُربَ البُحَيرَةِ وكانَت تَعبُرُ
حَزينَةً قَد مَسَّها الإحباطُ، والضَرَرُ
يَلمَعُ الدَمعُ ما بَينَ الرُموش
عَلَى الخُدودِ يَهطُلُ ... كَأنٌَهُ المَطَرُ
غادَةُُ والجَمالُ مِن أنوثَتِها يَفيضُ ولِلمَكانِ يَغمُرُ
تَبكي ... وياوَيحَهُ ... ما يَفعَلُ القَدَرُ ؟
كَيفَ يُبكي النَرجِسُ الناعِسُ ... يَستَعبِرُ ? !!!
يا وَيحَهُ دَهرُنا حينَما يَقهَرُ
مِن شِدَّةِ حُزنِها … أصابَني التَوَتٌُرُ
قُلتُ في خاطِري ... أدنو لَها ... في حالِها أنظُرُ
ماذا بِها يا تُرى ?… هَل مَسَّها حاقِدُُ غادِرُ ؟
فَدَنَوت … يا لَهُ لَحظها ... والعَقيقُ في الشِفاه يُزهِرُ
بَل يا لَها المِقلَتان ... رَيحانَها أخضَرُ
إن أسبَلَت جَفناً لَها ... يَنعَسُ القَمَرُ
خاطَبتُها ... يا غادَتي ما الذي يُبكي المَلاكَ ...
هَل هُوَ الفارِسُ القَذِرُ ؟
قالَت ... هُوَ ذاك … وأنتَهى عِشقنا الغامِرُ
أجَبتَها ... لكِنهاَّ الحَياةَ لا تَنتَهي عِندَهُ ... أو يَنتَهي العُمُرُ
لَعَلَّهُ فارِسٌ طَبعهُ غادِرُ
لا تَحزَني من فِعلِهِ مُطلَقاً … فَفِعلهُ ساقِطُُ مِثلهُ عابِرُ
قالَت لَقَد أرَحتَني يا فَتى كَأنٌَكَ ساحِرُ
أجَبتَها ... عابِرُُ لِلسَبيلِ أنا ... رُبٌَما قَد ساقَني القَدَرُ
قالَت ... وهَل تُصاحِبَني لِمَنزِلي في الجِوار ?
أجَبتَها : وأنا أدٌَعي التَعَفٌُفَ ... لَم نَزَل في النَهار
لكِنٌَها تَوَدٌَدَت … كأنَّها تَرغَبُ في صُحبَتي
أظهَرتُ نَفسي وقَد شابَني التَرَدٌُدُ ... والعِزٌَةُ تَأمُرُ
يا وَيحَها حينَما تَكذِبُ البَشَرُ
وفي بَيتِها … شَرِبتُ قَهوَتَها
سألَت غادَتي : هَل تَقرأُ يا فَتى الفِنجان
أجَبتَها وأقرَأُ تِلكُما العَينان ...
نَظَرتُ في فِنجانِها … تَغَيٌَرَت سِحنَتي وقُلتُ يا وَيلَتي
قالَت وهَل ساءَكَ ما تَقرَءُ يا فَتى ؟
أجَبتها ... إسألي قَلبَكِ ... ما يَشعُرُ من بُرهَةٍ ?
قالَت ... إنٌِي أراكَ في الشِغاف ... فلا تَخاف
أجَبتَها ... وذلِك الفارِسَُ ... وكُنتِ من لَحظَةٍ تَبكينَهُ
باللهِ يا غادَتي ... وكَيفَ من قَلبِكِ تَمحينَهُ ؟
قالَت : لَم يَعُد في المُهجَةِ بَعدَما خانَني
أجَبتها أتَحلِفي ... يا غادَتي وتُقسِمي
فأسبَلَت جَفنَها ... وَرَطٌَبَت كِلتاهُما الشَفَتان باللٌِسانِ
وتَمتَمَت تُشَدٌِدُ الحُلفان
قُلتُ في خاطِري ... يا وَيحَهُ هذا الزَمان أَيماني
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية. ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.