الأربعاء، 1 أبريل 2020

يا مَـوتُ بقلم حكمت نايف خولي

هذه القصيدة توحي بالتفاؤل والامل والرجاء
وليس باليأس والتشاؤم
وما الموت الا رحلة انتقال الى دنيا اجمل
الى عالم كله محبة واخوة وسلام
بعكس ما نراه ونعيشه هنا
في عالم الوحوش البشرية
حكمت نايف خولي
يا مَـوتُ
يا مَوت ُ كم داعَـبـت َ آمالي وكـم
ثَمُلت ْ على َشـفـتـيك َ أحلام ُالشـَّبـاب ْ
كم ُتهتُ بينَ شِعابِ ُلغزِك َحائرا ً
ومُنقـِّـبـا ً بينَ القـبـور ِ عن ِ الجـَّـواب ْ
كم لامَست ْ روحي بقايا صاحب ٍ
فرشـفـْتُ من هَـمَساتـِهِ حُلوَ الخِطاب ْ
وتوشـَّحـتـْنـا في السـُّكون ِ مــودَّة ٌ
من دِفئِها انحَسرَ الحِجابُ عن الحِجابْ
فإذا الـلـُّحـودُ عَـوالِــم ٌ ومــراتــع ٌ
وإذا القـبور ُ مدائِن ٌ خــلف َ الضـَّباب ْ
وهْم ُ الـفـَناءِ تـنـاثــرت ْ أشــلاؤُهُ
وبَدا الخلود ُ مُبدِّدا ً سُـجُـفَ السَّرابْ
فعلى المفارق ِ والدُّروب ِ تجَمَّعتْ
أرهاط ُ أحبابي وأرتـال ُ الصـِّـحابْ
أهلي وخِلاني تـآلـف َ جَـمْـعُهـمْ
فاستقبلوني بالـمَـودَّة ِ والِعــتــاب ْ
وعلى فِراش ِ الشـَّوق ِ لفلفنا السَّنـا
وتماوجتنا نشوة ُ الحُــب ِّ الـــُمـــذاب ْ
عَبق ُ المَحَـبَّـة ِ قد تـناثـرَ حَولــنــا
ومنَ الحنان ِ تأَلـَّـقـت ْ صُـورٌ عِـذاب ْ
الكـُـلُّ يـرفــُلُ بالسَّعـادة ِ والــهـَنـا
لا بائسٌ يشقى ولا عـبـد ٌ يُعـــــــاب ْ
الكــُلُّ حُــر ٌّ في مَـراتـِع ِ عــادل ٍ
لا خوفَ من ظـلم ٍ ومن ظفر ٍ وناب ْ
والعَـدل ُ مأسـور ٌ بـطـَوق ِ محبَّـة ٍ
وحَنانُهُ سيف ٌ يسود ُ على الـرِّقــاب ْ
فالـفـَرْد ُ يَحتضِن ُ الجَّـميع َتـفـانيـا ً
والكـُلُّ يسعى هـاتـِكا ً سُحُبَ الرِّغاب ْ
حُـبٌّ وتضْحيـة ٌ وخـدمَة ُ عـاجـِز ٍ
أبهى الفضائل ِ من يُدانـيها يُـثــــاب ْ
الـكـُل ُّ يَسْـعى لـلـكـَمال ِ مِـثــالـُـهُ
ربٌّ تجلـَّى سافـِرا ً وبلا حِجـــــاب ْ
الكـُل ُّ مَسْـحـورٌ بـنـور ِ جَـمـالِــهِ
وحَـنـانـُهُ شمل َ المُدان َ مع المُــثاب ْ
فغَـبَطـْتُ أصحابي على َنعْـمائِهم
وأنِفت ُ من زيف ِالد ُّنا ومنَ التـُّراب ْ
وَودَدت ُ لو أبْـقـى أسيرَ جـِنـانِهم
لا الأرضُ تجْذبني ولا وهَج ُالرِّغاب ْ
حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.