الأحد، 26 أبريل 2020

غربة الطرق بقلم الشاعر قدري المصلح


عار السنين وصبر نبي 
واجهات المحال وطرق المدينة 
وزحمة الطرق 
والناس المتجولة في الأسواق 
وحيرة نبي 
بالجرح الساكن فيّ و النازف في يدك
يا ابنة أيوب 
أبحث عن ذاتي 
صورك في الطرق 
وعلى نوافذ البيوت 
وعلى زجاج واجهات المحال 
على نوافذ العربات المتنقلة في الطرق
وعلى كل دمية لصغيرة
وعلى خد كل فتاة شمالية 
مرارة الغربة 
وصبر الانبياء 
حبال المشانق التي لم تنهي الحياة 
أي معنى للموت
عندما يصبح اسطورة 
الحائر في الذات الغريبة عن ذاتها 
أي معنى للنزف عندما ينزف الموت للموت
فتعود الحياة
ولادة نزف 
من حلم سحيق 
من جرح يدوم وبضاعة السوق 
التي لم تمد إليها يد
من الناس الضاحكة
على كل معنى للنزف 
فينزف حزنك فيّ 
وانهض من حلمي كالمجنون 
الذي أضاع الطرق 
أيها الناس من يدلني إلي طريق بيتي 
من يدلني للصور التي تهرب مني 
من يدلني على الأقلام التي ترسم بقلبي 
كيف رسمت صورة الموت والحزن 
فيّ فصارت 
شيئا مني 
منك ومن غربتنا 
من نزفنا الذي يعلن الموت كل يوم
ولادة للنزف
في وجه أمي 
وفي أيام عمري


الديوان / لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان 
الشاعر قدري المصلح 
قصيدة بعنوان : غربة الطرق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.