الاثنين، 20 أبريل 2020

من رواية رأي الحمار لسقراطة الشرق سياده العزومي


من رواية 
رأي الحمار


لسقراطة الشرق
سياده العزومي 
عضو اتحاد الكتاب


انطلقت أشق طريق الألم وقلبي ينزف من اليتم، الخريف على أعتاب الرحيل يودعنا، السماء ملبدة بالغيوم، والبرق يخطف أبصارنا، منذرا ببكاء السماء، ولوزات القطن في آخر موسمها، بنية اللون جافة تغذ أجسادنا وتنهش كسوتنا، كما تغذ وتنهش فينا مواقف الحياة، الفتيات يقضين وقت العمل عازفين على أوتار العزيمة والأمل داخل نفوسهن، الحقل والحلم واحد فمنهن مَنْ اقترب حفل زواجها، بنهاية حصاد القطن، ومنهن مَنْ تجهز نفسها وتحلم بفارس الغد، الذي يظلل عليها بالستر، وتروي ظل شجرته بعرقها، لا يطمعن في سيارة فارهة أو حساب في البنك أو مصيف وسفر، كل حلمهن الستر، والحب يأتي بعد الزواج مع العشرة، أما أنا رجل أمي وإخوتي قوتهن عرقي، بعد أن باتت أمي تطمئن على إخوتي بين يدي، لا أعرف هل من حقي أحلم بفارس الحب؟ 
أم ليس من حقي الحلم؟
أم مكتوب عليَّ أعيش مهاجرة مع مواسم فصول لقمة العيش؟ 
أحيا أحب من معي وأتكفل بهم دون أن يعزف على أوتار قلبي فارس الحب،
كانت السعادة ترقص في خيالهن منشدين


• نبكي لا لا لا
• نندم برضه لا 
• لا نبكي ولا نندم كدي طبع الحياة


• اليوم نزرع خير وبكره نجنيه
• ننثر حب الأمل وبالحب نرويه 
• لوجار عليه الزمن 
• عرق الكفاح يحميه


• نبكي لا لا لا
• نندم برضه لا 
• لا نبكي ولا نندم كدة طبع الحياة


• الحب مالي قلوبنا وطبعنا أصيل
• والخير دائما طريقنا ولينا دليل
• لغيرنا نمد إيدنا ونصون الجميل
• مفيش ألم يكسرنا وملناش مثيل
• عنوان كتاب حياتنا عابر سبيل


• نبكى لا لا لا
• نندم برضه لا 
• لا نبكى ولا نندم كدة طبع الحياة


• طــبـــع الحــيــاة كـــده
• بـيـــن حـــزن وسـعــادة
• نـشــرب قـهــوتـنا ســـادة
• ونـشــربـها مــرة زيادة


• ونبكي لا لا لا 
• نندم برضه لا 
• لا نبكي ولا نندم كده طبع الحياة .


وأنا أعزف على أوتار حالي الذي لا أعرف كيف الهداية ولا النهاية فيه، قلبي مهموم وزفير أنفاسي يبوح علناً بما أحمل من ألام ، أحمل جوال الجمع علي جانبي الأيسر يفضفض له قلبي، من حين لآخر أشهق أنفاسي المرة من أنفي وأمسح دموعي التي اختلطت بمخاطي بساعدي الأيمن، أشعر بالألم ولا أبالي، هم قلبي أثقل وأوجع من ألم خلايا جسدي، كلما مر في خيال فكري الوليد حرماني من التعليم؛ وبقائي طوال عمري أزامل الحمار، فعدم ذهابي إلى المدرسة فاق كل الآلام، ولأول مرة أشعر باليتم، وشوق شديد إلى أبي رحمة الله عليه، لو كان على قيد الحياة، ما وقف أخي الأكبر أمام تعليمي، بل ما بطش بي في وجوده، كان أبي رحمة الله عليه رحيم، شديد الحرص على تعليمي، يفخر بي، كنت مجتهدة ومتفوقة، وماذا ستفعل أمي المسكينة أمام قسمه بطلاق زوجته إذا ذهبت إلى المدرسة؟
كنت أجمع لوزات القطن، وأجمع معها لوزات فكري الذابلة، ويكسوني الحزن والغم ، ويتمدد بداخلي، من حين لآخر استرق بعض النظرات إلى الحمار، أنظر إليه........


مازلت أكتب لكم
لنضع بصمتنا معا على وجه هذه الحياة 
دمتم بخير أحبتي 
سقراطة 
سياده


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.