العَــــّرافَـة
======
على ترانيمِ الصّلاةِ و دفئِها
جَلسَتْ تُزيحُ ستائرَ الأسرار
تقرأُ في كتابِ الغيبِ
مكنونَ الفراسة
و الغَدُ المطويُّ في ظِلِّ السَّحاب
و تزيح عن طيّاتهِ ثِقلَ الحِجاب
من خلفها جنيّةٌ مشقوقةُ العينين
قد ضحكَ الصباحُ بو جهها
و توقّـدَتْ فيها الأنوثةُ
قامةً ممشوقةً و صِباً
و كنزَ لآلئ مدفونةٍ تحت الثياب
و يُقالُ أنّ كنوز الكونِ كلّها
مدفونةٌ تحت التراب
قد سَطا عليها ماردٌ طَمَعاً
فَمزَّق حُسنَها تحتَ النِّـقاب
و امتصَّ بين عروقِهِ
ما سالَ من ماءِ الشّـباب
و على امتدادِ مساحةِ الوجه المُـظَلَّلِ بالبراءة
تمتدُّ آثارٌ تقرأ في كتابِ الذّلِّ
أحداثاً و قِصّة
و تموجُ غاباتِ الشـّجون
و تُورقُ الأشجارُ آهاتٍ و غَصَّة
و تُطِلُّ صرخةُ مستغيثٍ
من فَمِ حُـرٍّ جـريح
صوتٌ تُـرَدِّدُهُ الشـِّفاه
بلسانِ طفلٍ
فوقَ أشواكٍ ينام
شَفتاهُ تفتقدانِ ألوانَ النَّضارة
و الـرُّعبُ يملأ راحتيهِ حجارة
و تسيلُ من فمهِ المـرارة
الجرحُ ينزفُ غَضبَةً
و من فوهةِ البركانِ تنطلقُ القذائفُ
و تَثِبُ الشّرارةُ خلفَ الشرارة ..
أحمد جيجان
( دمشق 1996 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.