الثلاثاء، 21 أبريل 2020

العَــــّرافَـة بقلم أحمد جيجان


العَــــّرافَـة 
======


على ترانيمِ الصّلاةِ و دفئِها 
جَلسَتْ تُزيحُ ستائرَ الأسرار 
تقرأُ في كتابِ الغيبِ 
مكنونَ الفراسة 
و الغَدُ المطويُّ في ظِلِّ السَّحاب 
و تزيح عن طيّاتهِ ثِقلَ الحِجاب 
من خلفها جنيّةٌ مشقوقةُ العينين 
قد ضحكَ الصباحُ بو جهها 
و توقّـدَتْ فيها الأنوثةُ 
قامةً ممشوقةً و صِباً 
و كنزَ لآلئ مدفونةٍ تحت الثياب 
و يُقالُ أنّ كنوز الكونِ كلّها 
مدفونةٌ تحت التراب 
قد سَطا عليها ماردٌ طَمَعاً 
فَمزَّق حُسنَها تحتَ النِّـقاب 
و امتصَّ بين عروقِهِ 
ما سالَ من ماءِ الشّـباب 
و على امتدادِ مساحةِ الوجه المُـظَلَّلِ بالبراءة 
تمتدُّ آثارٌ تقرأ في كتابِ الذّلِّ 
أحداثاً و قِصّة 
و تموجُ غاباتِ الشـّجون 
و تُورقُ الأشجارُ آهاتٍ و غَصَّة 
و تُطِلُّ صرخةُ مستغيثٍ 
من فَمِ حُـرٍّ جـريح 
صوتٌ تُـرَدِّدُهُ الشـِّفاه 
بلسانِ طفلٍ 
فوقَ أشواكٍ ينام 
شَفتاهُ تفتقدانِ ألوانَ النَّضارة 
و الـرُّعبُ يملأ راحتيهِ حجارة 
و تسيلُ من فمهِ المـرارة 
الجرحُ ينزفُ غَضبَةً 
و من فوهةِ البركانِ تنطلقُ القذائفُ 
و تَثِبُ الشّرارةُ خلفَ الشرارة ..


أحمد جيجان 
( دمشق 1996 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.