تبقى على مر الزمان عتيقة
تزداد حسنا كلما قد باعدوا
فترى البليغ لديه فيها لذة
تتلى وللرجل الحكيم فوائد
ما نمقَتْها لي جزالةُ لفظها
لكن ذكرك زينة وقلائد
تهدي النفوس العمي عن أهوائها
فالناس مرحوم وآخر راشد
ومتيم صلى عليك مشوقا
يبكي وفي الخدين منه فراقد
متأسيا بالمصطفى في سمته
إن النبي إلى المكارم قائد
حِلما ولينا عفة وأمانة
وتواضعا وهْو النذير الشاهد
مذ أن اويتَ إلى خديجة خائفا
وحِراءُ فيه من الجلال مشاهد
ملَك تسد الأفْقَ أجنحة له
يأتي وللقول الثقيل روافد
لا تخش إن الله لا يخزي فتى
الكلَّ يحمل والضيعفَ يساعد
لله دركِ من رزان ثبَّتتْ
أهوال قلب والخطوب شدائد
والبيت إما جنة من عقل حواء
وإما حمة ومكائد
فإذا نكحت فخذ كمثل خديجة
فالعقل والتقوى جمال خالد
واحذر متابعة الهوى في بضة
تُلهي فإن الحسن حُلم بائد
أم مَن ليوم كنتَ فيه مهاجرا
أُم القرى والقلب فيه تواجد
والدين أولى بالفرار لحفظه
والناس أبدال وربك شاهد
وبكل ارض قد يؤذن مسلم
وطن تزيح به الهموم مساجد
هاجرت والصديق في كبد الدجى
وعلى الكفور غشاوة تتزايد
يترصدون بك الدوائر خفية
فالعين يقظى والقلوب رواقد
فحثوت في تلك الوجوه من الثرى
ما فيه من صدق النبوة شاهد
وعمى القلوب أشد فتكا من عمى
الأبصار بالمرء الجهول يباعد
فتراه يقذف نفسه في حفرة
الناس فيها والصخور مواقد
وبنيت من نور النبوة دولة
شماء لا تهوى ولا تتمايد
دستورها القرآن يرضى حكمه
من كل حزب كل من هو راشد
العدل والإيمان من لبناتها
والناس فيها عالم ومجاهد
ويد تهدم صرح كل منافق
ويد بنت فالدين صرح ماجد