رحل القطار
والراحلون يغارون من بسمة طفلة
تطل من نافذة ميتم
فرغم أن الزمن
قال أن أمي أنكرت أنها حملتني
في حقيبتها تسعة أشهر
لم أخجل من شيء
إلا من المطر
وكم أبكاني
لم يقرص البرد و والشتاء حجر
لكنه قرصني
فكيف يغار الراحلون من بسمتي
وانا من قرصني البرد
وأنا دم ولحم
ولست حجر
المارون في الطريق
الطريق المقابل للميتم
ما معنى أن يسكن وجه دون كل الوجوه
وجه سُلب منه الزمن
زمن حقيبة الأم
لم تأتي من باب هذا الرحم
ولم تتصور فيه
مثلك مثل الطفلة التي تطل من نافذة الميتم
يغار الراحلون في القطار من بسمتها
ترقص من البرد
ولم تخجل إلا من المطر
فهي دم ولم
وليست حجر
اليوم يعود العائدون
بعودون بالقطار
يقامرون رئيسة الميتم
لكِ ما لنا
وعليكِ ما علينا
وخذي ما شئت من يدنا
ولكننا نكره أن تطل طفلة
من نافذة ميتم
سُلب منها الزمن
الزمن الذي تصورت فيه خلف باب الرحم
والرحم الذي أخرجها من بابه
جعلها طفلة ميتم
حرمتني يا صغيرتي
عتمة تزوجت خاصرة الكون
فكيف نُهزم
رغم كل هذا الذهاب والإياب
والعرق الذي نزل من كل جبين
رغم كل نجاح ذقنا من أجله المرارة
تطل طفلة وتهزمنا
تطل من نافذة ميتم
وتهزم الضحكات السجينة فينا
أسير في الطريق المقابل للميتم
تبتسم طفلة تطل من نافذة ميتم
كل يوم تحمل عنّي حزن السنين
وتحاكي الجبال الراسية
أنا طفلة
لم أخجل إلا من المطر
لي بلحظة فرح مع صاحبي
غنى عن كل باب رحم
أنكرني وجعلني طفلة ميتم
ويكفي أن الشتاء
جعلنا نخجل من محاكاة كل حجر
هُزم أمام طفلة وصاحبها
يتقابلون أمام نافذة ميتم
فما جمع الشتاء والخجل
أمام عظمة الجبال
إلا بسمة طفلة
تطل من نافذة ميتم
الديوان لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان
الشاعر قدري المصلح
قصيدة باب الرحم المغلق وخجل طفلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.