الاثنين، 3 فبراير 2020

سوء الظن بقلم يسرى الشرقاوي


🌹سوء الظن
سوء الظن صفة يشان لها الفعل والإنسان وربما تمنحنا الحرمان وتسلينا الأمان...
تتخطى القلوب والوجدان لترسم خيالا لا يرتقى لحقيقة ولا يستند إلى اى برهان...
ربما تلتهب بسببها العيون والاجفان لظلم وقع على شخص بظنون لمجرد الشك والأكهان...
لتحمل النفوس البغض والكره بامعان وتمحو من قلوبنا الاطمئنان وتملأنا الأحزان...
نكرها الله في القرأن وقال عنها أنها سببا فى الأثام اذا كانت دون البرهان وتخلق الاحتقان...
وهى من عدم الثقة نبع وشريان تستبان في بيان الكلام واندثار السلام الذى يحوي الكيان...
وهى وعاء الشر الذى يملأ القلوب الذى يستباح به كل نكران ويعلله أفعال وربما يهذى به اللسان...
فيجعل به الحديث يتخون به الإنسان حتى ولو لم يكن هناك عليه دليل او برهان وان نكرته جميع الأديان...
وللأسف هذه الصفة المذمومة توجه التهم لكل من كان قريب أو صديق او اهل اوإخوان وخلان...
وتجعل صاحبها يخوض فى خيال يبعثر ماتطمئن له الوجدان فى تفسير يجعل العقل يتوه وسط الدخان..
وربما تتبدل الحقائق ولو نظرنا إليها بإمعان قبل ارتكاب اللسان والقلب لجريمة الدهان...
وتبدأ رحلة فى نفوسنا وقلوبنا مليئة بالأوهان تتوه فيها علاقاتنا من كثرة الاشواك فى الأغصان...
وينتشر بين ثنايا العلاقات قانون الاستوطان للحقد وتتفشى فى النفوس والقلوب كالسرطان....
ويصبح صاحبها مريض بطاعون سوء الظن ويصير لكل من حوله طعان ولعان...
وتموت أحاسيسه الصادقة ولا تحميها حصون الطيبة وتتغير فى عينيه كل الألوان...
وتنتشر الفوضى فى بواطن اموره وتندثر الثقة وتحتضر وتحضر لها الأكفان...
ولا تستطيع النفس أن تكيل الصدق من الكذب ولا ينفعها أى مكيال ولا أوزان ولا تلقى إحسان.
بقلمي
يسرى الشرقاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.