عود على بدء.......خواطر( سنعود كما كنا غرباء)
سنعود إلى زمن لم نكن فيه غرباء.سنخرج من زمن نحن فيه غرباء .سنعود الى ملعب طفولتنا إلى نبع البلوطة والزمن الجميل
حملت حقيبتها التي لم تكن حقيبتها وحملت اسمها الذي لم يكن اسمها. لم
تحملها على ظهرها لأنها لم تجدل هي حمالتها وظهرها ليس هو ظهرها ولا تحوي
الحقيبة رغيف خبز التنور وقرص الشنكليش ومنجل الحشيش بل هي مليئة بتفاهات
عصر الحضارة المزيفة
ذهبت إلى الأرض فوجدتها ليست هي الأرض ولم يعد قناعها اخضرا بل أصبح هشيما وما لم يتغير هو تراب هذه الارض.
ذهبت إلى نبع البلوطة فوجدته وقد اكلته الطحالب وغطت الأعشاب وجهه ولم
يبقى منه سوى الماء المقدسة بدفئها وبرودتها مختبئة في حضن الزمن .نظرت إلى
البلوطة فوجدتها عارية من أوراقها اكل اليباس اغصانها وسكتت أصوات
عصافيرها وتهشمت اعشاشها. دخلت كوخ غرامها فوجدته مظلما كئيبا مليئا
بالحجارة ونفايات الزمن. نظفت مكانا لها واستلقت على ترابه ربما يصحى حلمها
من نومه العميق
تابط كتابه وتوجه شمالا سالكا الطريق إلى أرضه الطيبة
المعطاء التي طالما أرضعته من حليبها النقي واطعمته خبزها الطيب.لم يكن
يسوق حيواناته أمامه فلم يعد في القرية حيوانات بل كان يسوق ذكرياته.ولم
يكن يركب حماره فلم يعد هناك حمير للركوب بل ركب قدميه ليمتع نظره في جمال
الطبيعة التي لم تتبدل ولم تتغير ولكن الناس قد تغيرت بعد ابتعادهم عن حضن
امهم الحنون هذه الأرض التي اكلتها الأشواك واتلفها الاهمال
وصل نبع
البلوطة فلم يجد من يقيل عليه أو من يهتم به مهمل كشجرة البلوط وسرح في
خياله إلى جماله ايام زمان جمال القداسة والأسرار التي يحملها النبع في
اعماق قلبه
دخل الكهف فوجده مهيئا لاستقباله وفوجئ بجميلة تفترش الارض
وهي تفتح ذراعيها ثم تضمهما إلى صدرها وتتمتم بكلمات غير مفهومة وكانها
تحا دث انسانا بجانبها أو تستعيد حلما شوهته جروحات الزمن ولا يزال عالقا
في ذاكرتها
افترش الارض بجانبها والتحف الهواء الذي يلفهما واستعاد في
خيال ذاكرته شريط حياته وأراد أن يلاعب شعر جميلة ويتلمس بقايا وجهها
وعنقها ويلاعبها العاب ايام زمان وتذكر أن الزمن ليس الزمن والعمر ليس
العمر واللعبة ليست اللعبة والحكاية ليست هي الحكاية ورحل في نوم عميق قبل
أن يكمل شريط خياله
اختلط حلم جميل مع حلم جميلة ورحلا إلى فضاء ليس
للفقر والشقاء والحزن والالم والفراق والخداع فيه وجود. رحلا إلى عالم لا
مال فيه يفرق الاخ عن أخيه ولا شر يبرئ القاتل ويعدم القتيل ..رحلا إلى
عالم الحلم عالم الحب والسعادة والحياة التي لا تعرف الظلم وتمنح الحب
والحياة لأبناء الحياة رحلا إلى عالم لا تموت فيه الأحلام والآمال. رحلا
على ظهر قارب لا تستطيع رياح الغربة والانانية والطمع والجهل أن تمزق
شراعه.
جرجس لفلوف سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.