الجمعة، 3 يناير 2020

لا إيمان في غياب الإنسانية.....أحمد علي صدقي

لا إيمان في غياب الإنسانية
لأول مرة يأخذ معه ابنه الى المسجد للصلاة.. دخل في صلاة تحية المسجد فانبطح الصغير يلعب أمامه.. أتى رجل ممن يدَّعون معرفة الدين.. اخذ الطفل من يده و ارجعه الى الصف الثاني وراءه.. كانت حجته انه صغير ولا يجوز لصغير ان يلعب أمام مصل كبير.. بنفس الحجة ونفس الافكار المتشددة ارجعه رجل آخر وراءه الى الصف الثالث.. انهمك الاب في صلاته وأبطأ.. تقادفت أيادي المصلين الطفل حتى اصبح، عند اقامة الصلاة في مؤخرة المسجد.. دخل الجميع في الصلاة المفروضة فما التفت الأب الى ابنه ظانا انه وراءه في الصف الثاني بقربه.. تاه الطفل الصغير بين صفوف المصلين.. بافتقاده لأبيه خاف ممن التف حوله من المصلين.. بين اقدامهم التفت يمنة ويسرة.. خاف من وحدته.. غادر المسجد فازعا باكيا.. بباب المسجد أخذ بيده متسول.. ذهب به الى الدكان ليشتري له ما به يسكته.. أتم الأب الصلاة.. بحث عن ابنه.. أخبروه بانه غادر المسجد باكيا.. لم يجده بالخارج فجرى نحو المنزل يتفقده.. ما وجده هناك.. تقصى طريقه راجعا الى المسجد يتحراه ودقات قلبه المتتابعة تكاد تخترق صدره.. رأى بباب الدكان متشردا يحمل طفله.. جرى اليه.. وكزه.. طرحه ارضا.. جرى الطفل نحو الاب. عانقه والدموع تخنقه.. قام المتشرد من سقوطه قائلا: اتضربني؟ اين هو ايمانك؟ اين هي انسانيتك؟ والله لو كان كل من بالمسجد مؤمنين ما فر منه طفل بريء مثل هذا باكيا فازعا، ولو كان من بخارج المسجد عندهم انسانية ما وجد ببابه متسول مثلي عاريا جائعا..

أحمد علي صدقي من المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.