الاثنين، 27 يناير 2020

شَجَنُ الإبداع...! بقلم محمــد عبــد المعــز

شَجَنُ الإبداع...!
................
الْـمُبْدِعون قِلة، وإن شئنا الدِّقة، نُدرة، خصوصاً في عَصْرِ التلوُّثِ الفِكري، لكنهم بشر، يفرحون كغيرِهم، ويحزنون كما يحزنُ غيرُهم، وينعكسُ ذلك، بشكلٍ أو بآخر على إنتاجهم.
لأنهم مشغولون بهموم الأمة، ويحملون لواءَ نهضتها، ويسعون إلى الخلاصِ بإخلاص، ومهما واجهوا من اتهامات، وبالهروب من المواجهات، فإن الحِكْمةَ تحْكُمُهم، والعقل يتحكَّـمُ في تصرُّفاتهم.
والإبداع، لا يقتصر على الْـمُـثقَّفين، أو الكُتّاب، أو الشعراء، أو الأدباء، رغم أنهم المثالُ الأوضح، بل كُلٌّ منا بإمكانه أن يُصْبِحَ مُبدِعاً في مجاله، بل ويفوقُ كُـلَّ هؤلاء، بما يُقدِّمه لمجتمعه وبلده، ووطنه وأمته وعالمه.
ولأننا، بين الألَمِ والأمَل، تولِّـدُ الْـمُعاناةُ إبداعاً، والسعادة كذلك، والنظر إلى الْـمُبدعِ أو الْـمبدعة، بعينٍ واحِدة، يظلمهما، ويظلم الإبداعَ قبلهما، لأن التعبيـرَ نِعمة، والبوح أيضاً، ويَجِبُ فَكُّ الارتباط، بين الحالِ والْـمَقال...!
فليس كل ما يُسْعِدُ من منشورات، أساسه السعادة، ولا العكس، ويكفي أن يُعَـبِّـرَ الْـمُبدعُ عن حالة، لا حاله، وعن ألم، لا ألمه، وعن أمل، لا أمله، ويُصْهِرُ كُـلَّ ذلك في كلمات، تخرجُ من قلبه، سائلاً الله أن تَصِلَ القُلوب، وتوصِلها بربِّـها، وببعضِها.
................
محمــد عبــد المعــز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.