الأحد، 1 ديسمبر 2019

حَلَّ الشِتاء بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

(( حَلَّ الشِتاء ))
حينَما زَمجَرَتِ تِلكَ الرعود
والبَردُ كانَ مُرعِباً تَجاوَزَ كُلٌَ الحُدود
والبَرقُ يَختَطِفُ العُيونَ هذا المَساء
مُبهِراً ... ويُذهِلُ كُلٌَ الشُهود
في أُفقِنا تَلاحَقَت أنوارهُ ... تَختَفي بُرهَةً وتَعود
والناسُ مِن شِدَّة الزَمهَريرِ ... تَنزَوي في البُيوت
قَد شاقَها الإختِباء ... وأُجبِرَت على القُعود
هَجَعَت إلى البُيوتِ الأنفُسُ
تَدَثَّرَت بالأَلحُفِ تَستَأنِسُ
لا وَقوداً يَقيها الصَقيعَ ... ( والكَهرَباء ) في رُقود
تَيٌَارها مُنقَطِعاً وَيحَهُ مَتى يَعود
والأيدي في الجُيوبِ لَمٌَا تَزَل تُحبَسُ
والنِساءُ على الرِجالِ ... في العَتمَةِ تُحَسٌِسُ
في الظَلامِ ... يَحسَبنَهُم مِنَ البُيوت ... هَرَباً تَسَلٌَلوا
والرِجالُ كَم دَعوا رَبَّهُم تَوَسٌَلوا
عَلٌَ النِساء ... تَأوي إلى فِراشِها ... في نَومِها تَستَرسِلُ
يَنجونَ من مَلامَةٍ ... يا بِئسَها الوَساوِسُ
كَم أرادوا الهُروب لِصَحبِهِم ... عَلٌَهُم في الشِلٌَةِ يأنَسوا
والنِسوَةُ على الصُدورِ مِنهُمُ تَجلُسُ
تَقطَعُ أنفاسَهُم في الرِئاةِ تَحبُسُ
يا وَيحَها في النُفوس ... تِلكُمُ الهَواجِسُ
زَوجَةُُ في الظَلام ... في أذنِهِ زَوجَها تَهمُسُ
هَل تَرغَبُ بالخُروج في الزَمهَرير ؟ وعلى لِلنِسوَةِ تُبَصبِصُ ؟
لَن تَخرُجَ اللٌَيلَةَ ... فالجَوٌُ في الخارِجِ عابِسُ
فَيَقعُدُ زَوجَها مُرغَماً كالهِرٌَةِ حينَما تَخنسُ
والظَلامُ في البُيوت يُعَسعِسُ
نَم بِقَربي أيا فارِسَاً في الشِدٌَةِ لا يَلهَثُ
قَد نَستَمِد بَعضَ دِفئٍ غابِرٍ ...
كَما الخَوالي حينَما لَم نَزَل نُعَرٌِسُ
في حينِهِ خَمسُُ من الولدان في عِشٌِنا نَفقُسُ
فَغَفا المِسكينُ مُكرَهاً ... والزَوجَةُ لَم تَزَل تُوَسوِسُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.