الأحد، 1 ديسمبر 2019

على ضفاف الهوى ! بقلم البشير المشرقي


تحية للشاعر الأندلسي الكبير ابن زيدون صاحب قصيد أضحى التنائي بديلا من تدانينا....
على ضفاف الهوى !
على ضفاف الهوى طابت أماسينا 
لا حزن يزعجنا ، لا لحن يشجينا 
كأس الهوى بشذا الريحان نترعها 
دارت علينا سلافا من تساقينا 
بها ثملنا ونار الشوق موقدة 
بين الجوانح أذكاها الأسى فينا 
هنا رقصنا مع الأنسام رقصتنا 
هنا شدونا وجودنا التلاحينا 
هنا سكبنا عطورا من جوانحنا 
هنا ملأنا كؤوسا من دوالينا 
هنا تجلت عروس من مباهجنا 
فغابت الشمس ، غارت من تجلينا 
لكم مددت يدي والليل منسدل
إلى النجوم عساها تنحني حينا 
فينجلي الليل كم طالت مواجعه 
ويهطل النور أنهارا فيحيينا 
كانت مشاوير بالأنسام مترعة 
هبت على فيئنا وردا ونسرينا 
يا غيمة العطر مري من هنا سحرا 
واهمي على طلل ما انفك يشجينا 
إذا مررت به ضجت بأوردتي 
مواجع لم تزل كالنار تكوينا 
أهكذا العمر خلتنا مباهجه ؟
وهكذا الوقت لم يسعف أمانينا؟ 
كأننا لم نكن طيرين قد مزجا 
حبا بحب وطارا في المدى حينا 
طرنا معا والهوى جذلان يتبعنا 
حتى ملأنا الدنا شدوا وتلحينا 
واليوم قد جف عطر القلب يا قمري 
فلا نجوم ولا أكواب تنسينا 
جفت ينابيعنا من بعد ما امتلأت 
فلا غمام سيهمي في مغانينا 
ولى الربيع الذي كنا نلوذ به 
لهفي عليه نأى ما عاد يعنينا 
فكيف نسلوه بعد اليوم يا قمري ؟
وكيف نترك أفياء تنادينا ؟
يا ضيعة العمر ضيعنا دقائقه 
فهل نسيم من الأبعاد يحيينا؟
عسى الربيع الذي ولى على عجل 
يعود للروض يهديه الرياحينا 
فنسكب العطر ، في الأرجاء نسكبه 
ويصدح الطير مشتاقا يحيينا 
وتطلع الشمس بالأنوار حافلة 
فلا هموم ولا تذكار يبكينا 
سلامنا يا ربوع الأمس يا سكنا 
به عرفنا من الذكرى أفانينا 
لن يسلو القلب عيشا فيك منصرما 
والدهر يحكم قبضات ليدمينا 
تبدل الوقت وانسابت مواجعنا 
وجف في الروض عطر كان يحيينا 
بكى الغمام على أطلالنا أسفا 
حتى بكينا وما جفت ماقينا 
وخيم الليل لم تبرح مواجعه 
وعشش الحزن نارا في حواشينا 
فلا عزاء لصب بات مغتربا 
ولا مرافئ ، إن تهنا ، تنادينا 
فلا همى العطر إلا في جوانحنا 
ولا همى الغيم إلا في روابينا !
البشير المشرقي. تونس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.