الاثنين، 2 ديسمبر 2019

في غزة يا ريم بقلم /خالد جويد

في غزة يا ريم...... عودتنا أشجار الزيتون أن تبكي مواكب الشهداء... عودتنا أن تبلل أجسادهم الطاهرة قطرات زيتها كما تبلل الأرض قطرات الشتاء.... هذه الأرض يا صغيرتي حملتها أرحام أمهاتنا وحملت معها ألف شهيد وألف قصة وفاء...
يا ريم...... في مدينتي نقرأ بين حبيبات ترابها قصائد درويش وفوق روابيها تغفو أبيات القاسم وبين هذه وتلك نتفس مع فجرها الممزوج برائحة الياسمين صباحات فيروز بصوتها الملائكي... في غزة نتمنى لو يتوقف الزمن....
في مدينتي يا ريم.... الاطفال يحبون اللعب بتراب أرضهم كي تظل رائحة الزعتر عالقة في كفوف راحاتهم.... حتى أجسادهم يا صغيرتي اعتادت أن تتفيأ ظلال أشجار البرتقال لينسكب فوقها عطر يافا بأريجه الفواح... الأطفال هناك لا يرسمون صور شهدائهم على الأرض... هم يعلمون ان الأرض ليست مكانا لأرواحهم... لوحتهم الوحيدة التي يجيدون الرسم عليها هي السماء يلونها يا صغيرتي كما يشاؤون لتحملها أرواحهم كذاكرة حياة...
هذه هي مدينتي يا صغيرتي.... غزة التي لا يمكن في يوم أن تهرم أو ينحني ظهرها مهما اجتاحتها العواصف والمحن.... هي قصة أرض حملت في أحشائها حكاية وطن....
بقلمي /خالد جويد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.