الخميس، 28 نوفمبر 2019

وحدة.بقلم غسان دلل

وحدة..

مرعبة هذه الوحدة..
تأكل أحشائي..
تسكن تلافيف عقلي..
وتتركني..
جثة في قرص الشمس..
على قارعة الطريق..
اتفحم..
اتنفس دخاني..
وبدخاني أتململ في الحريق..
فالدقائق كالنمل..
تتجمع فوق جسدي..
وتغطيني..
والساعات كالغربان تنعق..
تنقر قلبي.. وعيوني..
عار بلا ثوب أنا..
وبلا قلب يأويني..
فحاولت..
دخنت كل سجائر العالم..
وحدة..
أدمنت حانات المدينة..
وأقفلت مقاهيها..
وحدة..
حفرت الأخاديد في رأسي..
وطرقت كل الدروب لقلبي..
وحدة..وحدة..
لا أحدا يدركها..
ولا احدا يداويها..
فركبت كل صور الخيال..
لعلني اجد ..
في المحال..
مواساة..مناجة..
أو بعض الكلام و بعض الجمال..
ولكنها..تلك اللئيمة..
تدهشني بالتكرار والخيبات..
فأراوح مكاني..
وفي مكاني العمر فات..
فهل منكم من يبيع..قطرة حب..!!؟
هل منكم من يبيع..
محبة.. صداقة..رفقة..
زبد بحر او أفكار..!!؟
ويملح مرارة الزمان..
بحلو الحكايات..
ألهو بها..
أشتريها بعمري..
أخبؤها تحت جفوني..
وأسافر..
اجوب الصحاري..
و أشكر الأقدار..
آه..
يا ليتني لا زلت بالأمس..
أتنفس..
بخور السحرة والساحرات..
أبحلق بالبلورة السحرية..
استسلم للشعوذة..
و ألج..
ابواب العطارين والعطارات..
وأعلق حجابا تحت ثيابي..
على صدري..
يبعد الوحدة عني..
ويقص علي بعض القصص والخرافات..
ولكنه اليوم..
كمبيوتر.. تكنولوجيا..
شاشات فضية ومسلسلات..
ذبح وقتل ودمار..
يرسمون صورها..
بأزهى الألوان.. ومسكر العبارات..
والعالم يتأوه طربا وتعصبا..
في مدرجات الملاعب..
ومسمر أمام الشاشات..
فهذا الأولمبياد.
وهذه مباريات..
كرة قدم.. كرة سلة..
هتافات..هتافات..
تطمس أخبار آلاف القتلى الأبرياء..
وصراخ ملايين الجوعى..
ينتهي بلا اصوات..
وأنا الغريب أتابع الحياة..
خارج الأسوار..
لا مكان لي..
بين الجمهور..وبين اللاعبين ..
فأنا..
أنا الزائر المقيم..
في نفسي..
بين جدران المدينة..
وبين الزنازين..
لا أعرف كيف أكون..
وكيف لا أكون..
واحدا من هذه الملايين..
فجلدي..
ضاق على جسدي..
لا قادر على شقه..
ولا قادر على الحياة فيه
فأعذار الأحبة..كاذبة..
اقبلها..وألوكها..
فهي منهم..
وليس لي غيرها..
وخيانة الأخوة.. مذهلة..
وكلماتي.
كلها ..كلها مزيفة..
أكتيها.. ألفظها..
و أختبي لجبني.. خلفها..
وحيد العقل..
وحيد القلب..بلا مكان..
فمن ازدحام الوجع في القعر..
تكسرت الآه فوق الآه..
فالوجع مكلوم..
والآه..تشنق الآه..
بلا أنين أو صداه..
فالوحدة ازهرت وحدة..
وحدة..
ما عاد لها طعما ومعني..
وما عاد..للكلمات..
وللطيف في الروح.. أمان..
غسان دلل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.