الجمعة، 29 نوفمبر 2019

تابَت إلى رَبٌِها بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

(( تابَت إلى رَبٌِها ))
مِن كَثرَةِ الكبرِياء ... تاهَت بِها القَدَمُ
لا شَيء يَعصِمُها أخلاقَها عَدَمُ
ألقَت بهِ جِسمَها يا وَيحَها تُنحَرُ
في حِضنِهِم سِلعَةً كَم قادَها الدِرهَمُ
طغيانَها فائِضُُ إغراءَها يُنثَرُ
كَم تَحصُرُ هَمٌَها في شَكلِها يُرسَمُ
قَد طَوٌَلَت لِبسَها أو بَعضَه تُقَصٌِرُ
كَم تَحقِنُ شَفَةً لِلحاجِبَينِ تَرسُمُ
صَبَغَت شَعرَها في لَونِهِ العُصفُرُ
تَزهو بِهِ الخاتَمُ في قُرطِها تَحلُمُ
مَرَّت بها السَنَوات في وَهمِها تَعبُرُ
في لَيلِها كالذِئاب ... كُلٌُ الزُناة ... تَهجُمُ
مِن حَولِهِ جِسمَها كُلٌُ الكِلاب تَحضُرُ
وصَحَت من تيهِها ولَم تَزَل تَحلَمُ
ماذا جَنَت في الحَياة والعِفٌَةُ تُهدَرُ
مَن ذا الذي زَوجَةً يَرضى بِها يوهَمُ
يَأتي الشِتاء ... في غَدٍ إذ يَيبَسُ الشَجَرُ
من زَهوِهِ يُجَرٌَدُ ... منَ حُسنِهِ ... يُحرَمُ
لا خُضرَةً بالغُصون ... يَخلوا بِها الثَمَرُ
غابَ البَريق راحِلاً من وَجهِها يُعتِمُ
أردافَها ضَمرَت والبَطنُ كَم يَكبَرُ
يا وَيحَهُ جِسمها أودى بِهِ السَقَمُ
في بَيتِها تَنزوي تَلهوا بِها الفِكَرُ
عادَت إلى ذاتِها تَدعو الرَحيمُ ... يَرحَم
رَدَّت عَلَيها الطُيور ... اللَّهُ مَن يَغفرُ
تابَت إلَيه ... أصلَحَت والخالِقُ يَعلَمُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.