الجمعة، 25 أكتوبر 2019

من دفتر الليل للشاعر. عباس محمود عامر

من دفتر الليل ...
للشاعر. عباس محمود عامر

صَوتٌ صَارخْ ،
ولفِيفٌ مِنْ جَمْعٍ لَفَّ خُصُورَ الصّوتْ
مَنْ في أقْصَى الهَامِشِ
أطْلقَ نظْرَةَ هَولٍ
مِنْ نَافذةِ الخَوفْ ..
...........................
- اسْمٌ يشْكُو مِنْ جُمَلٍ فعْليّةْ .. !
تتْقنُ أسْحَارَ الجَانْ
عَرْبدَ في وَجْهِ الجُدْرانْ
خَارتْ كُلُ قوَاه حَدِيثاً /
مخْزُوناً /
محْزُوناً يملأ كُلَّ الأسْطُرْ ..
..........................
كَانَ مَرِيضَاً
لا يقْوَى أنْ ينْصُبَ قَامَتَهُ
في قَارسِ " تُوبَةْْ "
لايقْوَى أنْ تبْصرَ عينَاهُ
فى نَارِ القَهْر ،
وقيْظِ " بُؤوْنَة "
انْفَضَّ المَوكِبُ دوْنَ مبَالاةٍ
مِنْ أحَدٍ ..
.............................
جَرَّتْ خطواتٌ جسَداً
شَابتْهُ عَلامَاتُ الطَّعنِ الصّدئةْ
جرَّتْ تلْكَ الخطوَاتْ
عقلا يسْألُ :
- مَنْ يجْرفُ عنّى الطُّوفَانَ الثّائرَ
في شْطآنِ اللّيلْ ..؟
- مَنْ يشْرَحُ لي مِنْ ذَاكِرةِ البَحْرِ
عَلامَ العَومْ .. ؟
- مَنْ علّمنِى الوَثْبَ عَلى الحَبْلِ السّرىّْ
المُوثقِ في رَحِم الأم .. ؟
- أخْشَى أنْ ينْقَطعَ الحَبْلُ ،
فينْعَزلُ المَأْوَى ..


بَدَنِى يجْثُو في حَضْرةِ عقْلِى
يخْشَى أنْ يلْمسَ حَدَّ السّكِينْ ..
- مَنْ علّمَنِى كيْفَ أفُكُّ الأحْرُفَ
كَى أجْمعَهَا في اسْمِى .. ؟
- مَنْ يحْملُ عنّى أثْقَالَ الهَوْل ..؟
فخيُوط ُالجَيْبِ انْسَلّتْ شيْئاً /
شيْئاً
صَارتْ نعلا في قَدَمِى الحَافِيةِ /
المشْبُوبةِ مِنْ بُؤسِ الجِسْر ..
.................................
فرأيتُ عيُوناً
تكْسُو الأسْفَلتَ الأسْودَ
بالثّوبِ الأحْمرْ
قلبي يشْهدُ قلْباً يعْصُفُ /
يقْصُفُ بَرْقاً
يصْهرُ أطْرَافَ الصّفْحةْْ ..
يسْقطُ ذَاكَ الاسْمُ المفْكُوكُ الأحْرُفْ
مِنْ فوقَ الأسْطُرْ ،
فأحَاولُ جَمْعَ الأحْرُفَ
لم أظْفَرْ ،


فَسَمعْتُ النّاىَ يُغنّى
قبْلَ أذَانِ الحُزنْ ..
دَثّرتُ الاسْمَ بمنْدِيلِ صَلاتِى ،
وأزَحْتُ عَليْهِ رمَادَ الصّفْحَةْ ،
وضرَبْتُ الكَفَّ عَلى الكَفْ ...!!

********

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.