لمَّا يُعَفَّنُ الهَوى
*************
إذَا صَدَّ الغَـــــــرامُ ومَــــال رَأسا
.............. فَلا تَسْــــألْهُ أسْبــابًا وَأُنْسا
يَئِسْتُ من الـــهَوى لَمَّا دَعـانِي
......... وعـــفْتُ نُقــــوشَهُ وَارْتدَّ بَخْسا
وَحينَ رَمـــتْهُ بِالبُهْتَانِ عُقْـــــمًا
......... تَكلَّسَ نَزفُـــــهُ وَكَوتْــــــه نحْسا
حَسبتُك غَيْمـــــــةً تَسْـقِي تُرَابِي
......... وَمَا أنــــتِ المُنى بَل زِدْتِ يُبْسا
وَناحَ القَلبُ فِي صَدْرِي رَضِيعًا
......... وليْتَ مِنَ البُكــــاءِ يَشِفُّ حَدْسًا
لعَلَّ الوَجْدَ يَحْرِقُ دَمْــــــعَ عَيْنٍ
......... وَكَمْ من مَدْمَـعٍ أضْحَى وأمْسَى
سَرحْتُ بخاطِري وَرَمَادِ وَجْدي
........ وَفَاضَ الشَّوْقُ تَرْتيـــلًا وهَمْسا
إذَا فُكَّ الوِئَـــــــامُ طَوَيْتُ عَقْدًا
......... وَما الهِجْــرانُ يَوْمًا كانَ قُدْسا
وكَمْ أخْزِي لَظَى وَصْلٍ رَمَانِي
......على شَوْكِ الهَوَى وَسُقِيتُ بُؤْسا
سَجَنْتُ الليْلَ صَبْوًا في رُقَادِي
......... لأنَّ العَيْنَ لــمْ تَسْتَوْفِ نَعْسى
أنا الحَرْفُ الذِي أبْهَى سِراجًا
........ وَخَرَّ لهُ الفَــراشُ وَلَسَّ لَحْسا
كَسَا أَرقُ الدُّجى عِشْقًا وَبَالا
....... وَمَنْ لعِقَ السُّهَادَ فكيْفَ يَنْسَى
رُميتُ بِسهْمِ غَدْرٍ في خَفاءٍ
........... لَعَلَّ القَتْلَ حُقَّ وَكانَ دَرْسا
سَرقْنا الليْل منْ أنْفاسِ رَمْسٍ
.......... وَلا جَسَدًا شَكَا خَنْقًا وَكَبْسا
سألْتُ الحبَّ لطفًا مِنْ دُعَائِي
...... وَما زاحَ الظَّلامُ وَصَارَ شمْسا
وَنِيرَانُ الهُيَــــــامِ تَفَاقَمَتْ بَلْ
......... سَقَتْ أفْنانَ أشْجَانٍ وَغَرْسا
رَكبْتُ نَوى التَّغَرُّبِ جُلَّ دَهْري
... وَمَنْ خاضَ النَّوَى مَا انْفَكَّ عَبْسا
وَكَـــمْ مِنْ وَالِهٍ أضْحَى بِمَسٍّ
......... كَمَا ثَارَ الهِيَاجُ وفَــارَ نَكْسا
فُؤَادي رَامَ عَزْفًا منْ وِصَالٍ
......... وَكَـــانَ الرَّدُّ إنْكَــارًا وَلُبْسا
نَقَشْتُ النَّوْمَ بَيْنَ سُطُورِ شَوْقِي
...... وهادَنْتُ الهَوَى وَمَنَعتُ رَفْسا
محمد خالد الأمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.