الثلاثاء، 11 يونيو 2019

قصة قصيرة تلوث بقلم/مها ندا

قصة قصيرة 
تلوث
===
ركنت السيارة الفارهة أمام أحد محلات ملابس الأطفال الراقية ونزل الأب والأم ومعهم الأبن الذى صمم أن يكون أبيه المشغول دائما بصفقاتة معه لأختيار ملابس العيد وتم شراء كل ما تمنى الطفل وأشار عليه بأصابعه فليس هناك حدود ولا سقف للمشتريات .
وقامت الأم بشراء كميات لابأس بها من الملابس والأحذيه لتذهب بها لأحد الجمعيات الخيرية الشهيرة التى تطمع فى رئاستها وليقال عنها سيدة المجتمع الخيرة
وخرجت الأسرة من المحل وكان أمام الباب طفل مشرد ينظر للملابس المعروضة نظرة تمنى ويحلم بأن يرتدى يوما مثلها.
وأمتدت يد الأب لتبعده حتى لا يلامس طفله وهو بهذا الشكل المقزز القذر.
وخرج صاحب المحل مودعاً لهذا العميل المحترم وقام بنهر المشرد وقذفه بأفظع الشتائم النابية.
دخل الطفل للسيارة مسرعاً وعلى مرأى ومسمع من الجميع خلع كل ملابسه واصبح تماما عارياً وصرخ الأب والأم معا هل جننت يا ولد لم يلتفت ولم ينظر لهم وقام بأرتداء طقم جديد من مجموعه المشتريات المتراكمة بجانبه واخذ الشنطة التى خلت ووضع بها كل ما كان من ملابس وخلعها .
وخرج من السيارة وقبل الطفل المشرد باكياً وسلمه الشنطه التى جهزها من ملابسه.
وعاد للسيارة فى هدووووء صامتاً وتحركت السيارة مسرعه والأب والأم مطأطئ الرأس من فرط ما شعروا به من تلوث بنفوسهم كشفتها براءة طفل بقلب نقى مازال كماخلقه رب الأرض والسماء طاهرا.

بقلم/مها ندا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.