الاثنين، 10 يونيو 2019

الصحابي سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه بقلم د. صالح العطوان الحيالي


الصحابي سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه المستجاب الدعوة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق- 30-5-2019
الصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص هو سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي ، و كنيته أبو اسحق ، وهو احد العشرة الذين بشرهم رسول الله صلي الله عليه وسلم بالجنة، وهو احد الستة الذين رشحهم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه لتكون إمارة المسلمين فيهم، وهو من اشد اصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم في الحق، وقد آخي رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن معاذ سيد الأوس
بشر النبي بن سعد بن أبي وقاص بالجنة فهو أحد العشرة المبشرين بها، وفي يوم ذهب إلى النبي وطلب منه أن يكون مجاب الدعوة، فقال النبي : «اللهم استجب لسعد إذا دعاك” ونصحه قائلا: «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة»، وتحقق ذلك لسعد ركن لي فكان لا يدعو بدعوة إلا استجاب الله له، ومما يؤكد ذلك أن رجلا يقال له أسامة بن قتادة، وكنيته أبوسعدة، شکا سعدا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكان سعد يومها واليا على الكوفة، فقال الرجل: إنه أي سعد لا يسيv بالسرية (لايخرج بالليل ليعرف أحوال الناس)، ولا يقسم بالسوية (يظلم فيما يقسمه)، ولا يعدل في القضية (لا يحكم بالعدل)، فأرسل عمر من يتأكد من ذلك، فلما بلغ ذلك سعدا قال: أما والله لأدعون بثلاث دعوات، اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضة للفتن قال راوي القصة: رأيت هذا الرجل الذي دعا عليه سعد قد سقط حاجباه على عينيه من كبر سنه، وانه ليستجدي الناس (يسألهم) في الطرقات، وإنه ليتعرض للجواري (البنات) في الطرقات فيغمزهن، فإذا لأمه الناس قال لهم: شیخ مفتون أصابتني دعوة سعد.
سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ولا يخفى فضله رضي الله تعالى عنه، ولا مشاهده العظيمة وفتوحاته، ولا بلاؤه في سبيل الله عز وجل، ومشهور عنه رضي الله تعالى عنه أنه كان مجاب الدعوة.
قال: (وكان سعد بن أبي وقاص مجاب الدعوة، فكذب عليه رجل، فقال: [اللهم إن كان كاذباً فأعم بصره، وأطل عمره، وعرضه للفتن، فأصاب الرجل هذا البلاء كله، فكان يتعرض للجواري في السكك ويقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد] ).وهذا له قصة صحيحة ثابتة، وذلك عندما شكي سعد رضي الله تعالى عنه، ودائماً أهل الوشاية وأهل الحقد لا يخلو منهم زمان، فـسعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه وهو بهذه الدرجة والمكانة من الفضل؛ ومع ذلك وشى به أقوام ممن لا خلاق لهم إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وتعلمون قوة عمر رضي الله تعالى عنه في الحق، وشدة تحريه، فلا يمكن أن يرضى أن أحداً من ولاته يحتجب عن الرعية، أو لا يعدل بينهم، أو يفعل شيئاً من التهم التي تنسب إليهم، وقد اتهم عدد من ولاة عمر رضي الله تعالى عنه، وتظهر براءتهم جميعاً، وأنهم على خلاف ما يتهمون به، حتى أصبح من علامة تعديل الرجل، أو تبرئته من النفاق: أن يكون من ولاة عمر رضي الله تعالى عنه؛ لأنه لم يثبت على أي منهم تهمة، وقد كان منهم سعد رضي الله تعالى عنه، وربما كان أجلهم، وأشرفهم، وأفضلهم قدراً، فكيف يتهم؟! فأرسل إليه عمر رضي الله تعالى عنه، ثم وقف في المسجد يسأل الناس ويستشهدهم عن سعد رضي الله تعالى عنه، فقام هذا الرجل المفتون وغيره، فشهدوا عليه أنه لا يخرج مع السرية، ولا يعدل بالسوية، وكان من جملة ما اتهموه به أنه لا يحسن الصلاة، ولهذا كان يتعجب رضي الله تعالى عنه كما جاء في الصحيح فيقول: لقد رأيتني وأنا سابع سبعة في الإسلام -أي: من أول الناس إسلاماً-، وقد غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرحت أشداقنا من ورق الشجر، وجعل يذكر سابقته وبلاءه وجهاده، وقال: والآن أصبحت بنو أسد تعذرني على الإسلام والصلاة! يعني أصبحت الأعراب الجفاة الذين لا سابقة لهم، ولا هجرة، ولا جهاد؛ ينتقدونني في صلاتي، وهذا من الابتلاء الذي تعرض له رضي الله تعالى عنه.فقام هذا الرجل وشهد شهادة الزور هذه، فقال سعد : اللهم إن كان كاذباً.. أما إن كان صادقاً فقد قال ما عليه، ويجب على الإنسان أن يشهد شهادة الحق، (( وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ))[البقرة:283]، فيشهد بالحق، وينكر المنكر، ولو كان على وال، أو أي إنسان، فلو أنه قال هذا بحق فلا شيء عليه.
وإنما قام هذا الرجل رياء وسمعة؛ حتى يقال: قام فلان من بني فلان وتكلم في سعد ، وأبلغ في القول، قال سعد : فأعم بصره، وأطل عمره، وعرضه للفتن، نسأل الله العفو والعافية، فكان ما دعا الله به، فأعمى الله تعالى بصره، وأطال عمره، وهذا من سوء الخاتمة -نعوذ بالله- كما قال تعالى: (( إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ))[آل عمران:178]، فطال عمره حتى عمي بصره، وعرضه الله تعالى للفتن، فكان يخرج ويتلقى الجواري في سكك البلد، ويغمز هذه، ويتعرض لهذه، أي: كما نسميه الآن المعاكسة، وهو في هذه السن: رجل أعمى، كبير السن، ويفعل هذا الفعل، فهذا أقبح ما يكون -نسأل الله السلامة والعافية-، فإذا قيل له في ذلك قال: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد ؛ لأنه يعلم أنه إنما قام ذلك المقام، وشهد تلك الشهادة زوراً وبهتاناً ورياء، ولم تكن لوجه الله تبارك وتعالى، نسأل الله العفو والعافية.
سغد بن ابي وقاص وعبوردجلة الى المدائن
ـــــــــــــــــــــــــ خطب سعد المسلمين على شاطىء دجلة فحمد الله واثنى عليه وقال ان عدوكم قد اعتصم منكم بهذا البحر فلا تخلصون اليهم معه وهم يخلصون اليكم اذا شاؤا فينا وشونكم في سفنهم وليس وراءكم شىء تخافون ان تؤتوا منه وقد رايت ان تبادروا جهاد العدو بنياتكم قبل ان تحصركم الدنيا الا اني قد عزمت على قطع هذا البحر اليهم فقالوا جميعا عزم الله لنا ولك على الرشد فافعل
امر سعد المسلمين عند دخول الماء ان يقولوا نستعين بالله ونتوكل عليه حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ثم اقتحم بفرسه دجلة واقتحم الناس لم يتخلف عنه احد فساروا فيها كانما يسيرون على وجه الارض حتى ملؤا ما بين الجانبين فلا يرى وجه الماء من الفرسان والرجالة وجعل الناس يتحدثون على وجه الماء كما يتحدثون على وجه الارض وذلك لما حصل لهم الطمانينة والامن والوثوق بامر الله ووعده ونصره وتاييده ولان اميرهم سعد بن ابي وقاص احد العشرة المشهود لهم بالجنة وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض ودعا له فقال اللهم اجب دعوته وسدد رميته والمقطوع به ان سعدا دعا لجيشه هذا في هذا اليوم بالسلامة والنصر وقد رمى بهم في هذا اليم فسددهم الله وسلمهم فلم يفقد من المسلمين رجل واحد غير ان رجلا واحدا يقال له غرقدة البارقي ذل عن فرس له شقراء فاخذ القعقاع بن عمرو بلجامها واخذ بيد الرجل حتى عدله على فرسه وكان من الشجعان فقال عجز النساء ان يلدن مثل القعقاع بن عمرو ولم يعدم المسلمين شىء من امتعتهم غير قدح من خشب لرجل يقال له مالك بن عامر كانت علاقته رثة فاخذه الموج فدعا صاحبه الله عز و جل وقال اللهم لا تجعلني من بينهم يذهب متاعي فرده الموج الى الجانب الذي يقصدونه فاخذه الناس ثم ردوه على صاحبه بعينه وكان الفرس اذا اعيا وهو في الماء يقبض الله له مثل النشز المرتفع فيقف عليه فيستريح وحتى ان بعض الخيل ليسير وما يصل الماء الى حزامها وكان يوما عظيما وامرا هائلا وخطبا جليلا وخارقا باهرا ومعجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم خلقها الله لاصحابه لم ير مثلها في تلك البلاد ولا في بقعة من البقاع سوى قضية العلاء بن الحضرمي المتقدمة بل هذا اجل واعظم فان هذا الجيش كان اضعاف ذلك قالوا وكان الذي يساير سعد ابن ابي وقاص في الماء سلمان الفارسي فجعل سعد يقول حسبنا الله ونعم الوكيل والله لينصرن الله وليه وليظهرن الله دينه وليهزمن الله عدوه ان لم يكن في الجيش بغى او ذنوب تغلب الحسنات فقال له سلمان ان الاسلام جديد ذلك لهم والله البحور كما ذلل لهم البر اما والذي نفس سليمان بيده ليخرجن منه افواجا كما دخلوا افواجا فخرجوا منه كما قال سليمان لم يغرق منهم احد ولم يفقدوا شيئا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.