هرقل وابو سفيان و دحية الكلبي والمحاورة بينهما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق- 9-6-2019
هرقل
ـــــــــ هرقل، واسمه الكامل فلافيوس أغسطس هرقل ( 575 - 11 فبراير 641)، هو إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية، بدأ صعوده إلى السلطة عام 608، قاد ثورة ناجحة ضد الإمبراطور فوقاس، الذي تسلّم السلطة بعد خلع الإمبراطور موريس، ودون شعبية تذكر في ظل القلاقل التي عانت منها الإمبراطورية. كان والد هرقل، وهو هرقل الأكبر، قائدًا عسكريًا ناجحًا شارك في حروب الإمبراطور موريس، وعينه المذكور في أعقاب الحرب نائبًا إمبراطوريًا على شمال أفريقيا ومقر حكمه في قرطاج حيث قضى هرقل الشطر الأول من حياته، وبكل الأحوال تشير المصادر التاريخية المتوافرة لكون هرقل من أصول أرمنية في كبادوكية؛ أيضًا يعتبر هرقل مؤسس السلالة الهراقلية التي استمرت بحكم الإمبراطورية البيزنطية حتى عام 711.
شهد عهد هرقل العديد من الحملات العسكرية، ففي العام الذي توّج به هرقل، كان جيش الإمبراطورية الساسانية قد بلغ قلب الإمبراطورية البيزنطية في الأناضول، ولذلك كان هرقل المسؤول الأول عن إصلاح سياسة الدولة، وتعبئة الجيش، ومن ثم محاربة الفرس الساسانيين؛ انتهت الجولة الأولى من المعارك بهزيمة الدولة البيزنطية، واقترب الجيش الفارسي من مضيق البوسفور، ولأن القسطنطينية كانت محمية بشكل جيد، بحيث لا يمكن اختراقها بسهولة من قبل المحاصرين، استطاع هرقل تجنب الهزيمة الكاملة. بعد أن عقد هرقل سلامًا مع الفرس مقابل ضريبة سنوية كبيرة، بدأت إصلاحاته العسكرية والمدنيّة، التي أطلق هرقل في أعقابها حملته العسكرية المضادة في آسيا الصغرى وأرمينيا، متوغلاً في أراضي الدولة الساسانية، ومحرزًا نصرًا نهائيًا عليها في معركة نينوى عام 627، والتي مهدت لعقد السلام عام 629 بعد أن أطيح بالملك الفارسي كسرى الثاني، ونصّت المعاهدة السلام لعام 629 على العودة إلى حدود ما قبل الحرب عام 602. بكل الأحوال، فقد واجه هرقل الهزيمة بعد فترة قصيرة من انتصاره على الفرس، هذه المرة من قبل الخلافة الراشدة التي تمكنت من الإطاحة بالحكم البيزنطي عن سوريا، ومصر، وليبيا، ومناطق أخرى.
كانت امبراطورية الروم هي الأقرب للمسلمين لمسيحيتها وهذا ثابت في القرآن الكريم، وكان «هرقل» عظيم الروم أو إمبراطور الروم قد حكم إمبراطورية الشرق منذ سنة 610 ميلادية حتي 641 ميلادية بعد أن أطاح بالإمبراطور «فوقاس» عام 610.
وقد إستطاع أن يجمع شتات إمبراطوريته، وحين استطاع أن يهزم الفرس ويردهم عن القسطنطينية عام 622 ميلادية ونتج بعد ذلك ثورة في بلاد الفرس أطاحت بكسري الثاني وتمكن «هرقل» من إعادة عود الصليب إلي القدس.
هو الصحابي الجليل "دحية بن خليفة الكلبي" ، من الأنصار ، شهد مع النبي محمد غزوة "أحد" وما بعدها . اشتهر "دحية الكلبي" إلى جانب العقل الراجح – بجمال الصورة ، وكان "جبريل" يأتى في صورته . وكان "دحية الكلبي" سفير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى "هرقل".
دحية الكلبي
ـــــــــــ
اسمه و نسبه
هو دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن أمرئ القيس بن الخزرج بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف الكلبي.
سيرته
أسلم دحية بن خليفة قديماً وشهد بدراً وكان يشبهه بجبريل وقد تزوج درة بنت أبي لهب بنت عم الرسول عليه الصلاة والسلام. قال: أخبرنا يعلى بن عبيد وعبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالوا: حدثنا زكرياء بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال: شبه رسول الله، ، ثلاثة نفر من أمية فقال: دحية الكلبي يشبه الرسول عليه الصلاة والسلام، وعروة بن مسعود الثقفي يشبه عيسى بن مريم، وعبد العزى يشبه بالمسيح الدجال. قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن يزيد بن الوليد عن أبي وائل قال: كان دحية الكلبي يشبه النبي عليه الصلاة والسلام، وكان عروة بن مسعود مثله كمثل صاحب يس وكان عبد العزى ابن قطن يشبه بالدجال. قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن ابن شهاب قال: قال رسول الله : أشبه مارأيت بالنبي الكريم دحية الكلبي. قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة بن إسحاق بن سويد عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر عن النبي قال: كان جبريل يأتي النبي في صورة دحية الكلبي. قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: وثب رسول الله وثبةً شديدةً فنظرت فإذا معه رجلٌ واقف على برذون وعليه عمامةٌ بيضاء قد سدل طرفها بين كتفيه ورسول الله ، واضع يده على معرفة برذونه فقلت: يارسول الله لقد راعتني وثبتك، من هذا؟ قال: ورأيته؟ قلت: نعم قال: ومن رأيت؟ قلت: دحية الكلبي قال: ذاك جبريل. قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان بن عيينة عن ابن نجيح عن مجاهد قال: بعث رسول الله ، دحية الكلبي سرية وحده. قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان قال: قال ابن شهاب: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن رسول الله ، كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه مع دحية الكلبي وأمره رسول الله أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر. قال محمد بن عمر: لقيه بحمص فدفع إليه كتاب رسول الله ، وذلك في المحرم سنة سبع من الهجرة. وشهد دحية مع رسول الله المشاهد بعد بدر وبقي إلى خلافة معاوية ابن أبي سفيان
ابو سفيان
ــــــــــــ ابو سفيان وهو صخر بن حرب الأموي القرشي الكناني، (63 ق.هـ / 560م - 30 هـ / 652م) صحابي وسيد قبائل قريش وكنانة وأحد أشراف العرب وساداتهم في الجاهلية وصدر الإسلام ولد في مكة قبل عام الفيل بعشر سنين، وأسلم يوم فتح مكة.
نسبه
هو : أبو سفيان واسمه صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وكنيته أبو سفيان وكذلك أبو حنظلة.
أمه : صفية بنت حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي عمة أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث.
وكان أبو سفيان في شبابه سيد بني عبد شمس بن عبد مناف، ثم نال سيادة جميع بطون قريش بعد معركة بدر بعد مقتل عتبة بن ربيعة العبشمي وأبو جهل عمرو بن هشام المخزومي، ثم نال سيادة جميع فروع قبيلة كنانة في معركة أحد وبقي على هذا حتى فتح مكة.
وكان أبوه حرب بن أمية قائد جيوش بني كنانة في حرب الفجار ضد قبائل قيس عيلان وهو أول من كتب باللغة العربية، وأخته هي أم جميل أروى بنت حرب التي ذكرت في القرآن الكريم بوصف حمالة الحطب، وابنته هي أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان وزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنه معاوية بن أبي سفيان هو أول خلفاء الدولة الأموية.
المحاورة بين ابو سفيان وقيصر الروم بحضور مبعوث النبي صلى الله عليه وسلم دحية الكلبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ قال ابن عباس أخبرني أبو سفيان بن حرب أنه كان بالشام في رجال من قريش قدموا تجارا وذلك في الهدنة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش قال فأتانا رسول قيصر فانطلق بنا حتى قدمنا إيلياء فأدخلنا عليه فإذا هو جالس في مجلس ملكه عليه التاج وحوله عظماء الروم فقال لترجمانه سلهم أيهم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم انه نبي قال أبو سفيان : فقلت : أنا أقربهم نسبا وليس في الركب يومئذ رجل من بني عبد مناف غيري قال قيصر أدنوه مني ثم أمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري ثم قال لترجماته: قل لأصحابه إنما قدمت هذا أمامكم لأسأله عن هذا الرجل الذي يزعم انه نبي وإنما جعلتم خلف كتفيه لتردوا عليه كذبا إن قاله قال أبو سفيان فوالله لولا الحياء يومئذ من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه ولكني استحييت فصدقته وأنا كاره ثم قال لترجمانه قل له :كيف نسب هذا الرجل فيكم فقلت هو فينا ذو نسب قال قل له هل قال هذا القول منكم أحد قبله قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال قال قلت لا قال: هل كان من آبائه ملك قلت لا قال فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم قلت بل ضعفاؤهم قال فهل يزيدون أو ينقصون قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد سخطة بدينه بعد أن دخل فيه قلت لا قال فهو يغدر قلت لا ونحن الآن منه في مدة ونحن لا نخاف غدره ، وفي رواية ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها
قال أبو سفيان :ولم تمكني كلمة أغمزه بها لا أخاف علي فيها شيئا غيرها
قال :فهل قاتلتموه قلت نعم قال فكيف حربكم وحربه قلت دول سجال ندال عليه مرة ويدال علينا أخرى قال فما يأمركم به قلت يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وينهانا عما كان يعبد أباؤنا ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة
فقال لترجمانه قل له : إني سألتك عن نسبه فزعمت انه فيكم ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتك هل قال هذا القول منكم أحد قبله فزعمت أن لا فلو كان أحد منكم قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتم بقول قيل قبله وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فقد عرفت انه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك هل كان من آبائه ملك فقلت لا فقلت لو كان من آبائه
ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه وسألتك أأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فقلت ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل وسألتك هل يزيدون أو ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا وكذلك الإيمان حتى تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد وسألتك هل قاتلتموه فقلت نعم وأن حربكم وحربه دول وسجال ويدال عليكم مرة وتدالون عليه أخرى وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة وسألتك ماذا يأمركم به فزعمت أنه يأمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وهو نبي وقد كنت أعلم أنه خارج ولكن لم أظن أنه فيكم وإن كان ما أتاني عنه حقا فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين ولو أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقيه ولو كنت عنده لغسلت قدميه
قال أبو سفيان : ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرئ فإذا فيه
بسم الله الرحمن الرحيم "من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد : فإني أدعوك بداعية الإسلام أسلم لتسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ،ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون "
وفي رواية اخرى: من محمد رسول اللّه إلي صاحب الروم: إني أدعوك إلي الإسلام، فإن أَسْلَمْتَ فَلَكَ ما لِلْمُسِلمينَ وعليك ما عليهم، وإِن لم تدخل في الإسلام فَأَعْطِ الْجِزْيَةَ فإن اللَّه تعالي يقول: { قَاتِلُوا الَّذِيْنِ لاَ يُؤْمنُونَ باللّه ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله وَ لاَ يَدينُونَ دِينَ الْحَقِّ منَ الَّذين أُوتُوا الْكتَابَ حَتَّي يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ» وَ إلاَّ فَلاَ تَحُلْ بين الفلاحين وبين الإسلام أَنْ يَدْخلوا فيه أو يُعْطوا الْجِزْيةَ.
لقد وجه الرسول صلى الله عليه وسلم الدعوة إلي هرقل بدخول الإسلام مشيراً الى أنه سينال عن ذلك أجرين، أحدهما عن إسلامه والثاني لدخول قومه في الإسلام من بعده، وإذا رفض ذلك فعليه ذنب الفلاحين الرافضين لدينهم، وتلي عليه المصطفى نص الآية الرابعة والستين من سورة آل عمران التي توجه الدعوة لأهل الكتاب إلي الاتفاق علي كلمة واحدة وهي عبادة اللّه وحده..
وجاء في رواية أخرى أن النبي دعاه إلي الإسلام فإن رفض فعليه أن يدفع الجزية وذكر له الآية التاسعة والعشرين من سورة التوبة والتي تدعو لقتال الذين لايؤمنون بالله حتي يؤمنوا أو يدفعوا الجزية.
وبعد ذلك كتب «هرقل» إلي رجل برومية كان يقرأ الكتب فأخبره بأن «محمد» هو النبي الذي ينتظره العالم وتخبر عنه الكتب وطالبه بإتباعه والإيمان به، فقام «هرقل» بجمع بطارقة الروم في الدسكرة (مقر الحكم) وأغلق عليهم الأبواب وأخبرهم بكتاب النبي.
وقال لهم أنه يصدق به ودعاهم لاتباعه فما كان منهم إلا أن تحروا نخرة رجل واحد أي أخرجوا صوتا سيئا دليلا علي الاستهتار والرفض « وهموا بالانصراف فأمر بإعادتهم وأخبرهم أنه كان يختبرهم في دينهم وأن ما بدر منهم سره فسجدوا.. فرد علي دحيه «سفير النبي» أنه يعلم أن النبي مرسل من عند اللّه لكنه يخشي علي نفسه من الروم، وطلب منه أن يتوجه إلي ضغاطر الأسقف الأعظم من الروم وأمره أن يذهب إليه ويخبره بأمر صاحبه وينظر ماذا يقول أي الأسقف..
وحين فعل «دحيه» ذلك رد عليه ضغاطر أنه يعلم أن النبي هو الرسول الذي أخبرت عنه كتبهم ثم أخذ عصاه وخرج علي الروم وهم في الكنيسة وقال لهم: «يامعشر الروم» قد جاءنا كتاب من «أحمد» يدعونا إلي اللّه وإني أشهد أن لاإله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله « فهبوا عليه وقتلوه..
فلما علم «هرقل» بذلك دعاهم لدفع الجزية فأبوا، أن يعطوا خير بلاد الشام للمسلمين أو يصالحوهم، فاستدعي أبو سفيان وكان في رحلة تجارية وعلم منه أن النبي من أوسط قومه ولم يقل أحد عنه كلاما يعيبه ولايغدر أو يخون، أما أتباعه فلا يفارقونه ولا يتخلون عنه، كما أن حلاوة الإيمان إذا دخلت قلب أحدهم لا تخرج منه حتي يموت، وأخبر «أبو سفيان» أنه يود أن يكون عند الرسول فيغسل قدميه، فخرج «أبو سفيان» وكان بعد لم يزل كافراً من عند «هرقل» يضرب كفا بالأخري وهو يردد.. أي عباد اللّه، لقد أصبح ملوك الروم يهابون بن أبي كبشة في عروشهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.