الأربعاء، 3 أبريل 2019

علم الجهل ،، الحلقة الثانية .. بقلم: أيمن فايد

علم الجهل ،، الحلقة الثانية .. بقلم: صدى البطل: أيمن فايد
مما يتكون الجهل:
يقع الكثير من الأخطاء في الأحكام - سواء منها العلمية وغير العلمية - وذلك بسبب الجهل بالموضوع والإفتقار العلمي اللازم، وقد ندد القرٱن الكريم بمثل هذه الأخطاء المبنية علي الجهل في ٱيات عديدة مثل:
( قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم )
( فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم )
( وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم )
( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدي ولا كتاب منير )
( وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون )
وقد أنكر الرسول صل الله عليه وسلم علي الشخص الذي يفتي الناس بغير علم فقد روي عنه صل الله عليه وسلم في حديث مأثور أنه قال: ( من أفتي الناس بغير علم لعنته ملائكة السماوات والأرض ), فاتباع الظن والنفي والإثبات بغير علم ومواجهة الحوادث والظواهر بشكل سطحي من أبرز النماذج للأحكام الخاطئة المبتنية علي الجهل.

ألف - إتباع الظن
لقد كرر القرٱن الكريم تحذيره لنا من إتباع الظن أو الإعتماد عليه بدلا من العلم مرات عديدة:
( قالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون )
( وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا )
( يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية )

ب - النفي والإثبات بدون حجة ولا دليل
لقد دعانا القرٱن الكريم إلي إتباع البرهان ورغبنا فيه وحذرنا من التصديق والإنكار بدون حجة ودليل:
( قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون )
( وقالوا لا يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصاري تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
( أمن بدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أءله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
( قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شركاء في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين )
( ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
( الذين يجادلون في ٱيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير )
( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا )

الأمر الهام الذي يجب مراعاته في كل بحث من البحوث هو عدم تصديق أي شئ وعدم إنكاره دون حجة ودليل.
روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: "إن الله تبارك وتعالي عير عباده بٱيتين من كتابه أن لا يقولوا حتي يعلموا ولا يردوا ما لم يعلموا. قال الله عز وجل ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب إن يقولوا علي الله إلا الحق وقال ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولم يأتهم تأويله )"
ومع الأسف الشديد إن عدم رعاية هذا الأمر الهام من قبل بعض الباحثين وعلماء العلوم الطبيعيه أدى إلي بعض التعليمات الخاطئة وإنكار بعض الأمور بغير حجة ودليل، الأمر الذي سبب خسائر فادحة أصيبت بها المجتمعات للبشرية ماديا ومعنويا فالغفلة عن هذا الأمر هي العامل الأساسي للإلحاد والمادية السائدة في بعض المجتمعات العلمية. فهؤلاء الذين يبنون أحكامهم علي أساس من الأمور الحسية أو المحسوسات لا يحق لهم أن يتركوا ما فوق المحسوسات وعلي الأقل أن يتأنوا نصيحة "ابن سينا" نصب أعينهم دائما هذه النصيحة التي أوردها في ٱخر النمط العاشر من كتابه الإشعارات والتي يمكن اعتبارها تفسيرا جميلا للٱيات السابقة حيث قال: ( إياك أن يكون تكيسك وتبرؤك من العامة هو أن تتبري منكرا لكل شئ فذلك طيش، وعجز
وليس الخرق في تكذيبك ما لم يستلم لك بعد جلبته دون الخرق في تصديقك ما لم تقم بين يديك بينته. بل عليك الإعتصام بحبل التوقف، وإن أزعجك استنكار ما يوعاه سمعك، ما لم تبرهن استحالته لك. فالصواب أن تسرح أمثال ذلك إلي بقعة الإمكان، ما لم يدرك عنه قائم البرهان )

ج- الرؤية السطحية
يندد القرٱن الكريم بشدة الذين ينظرون إلي الظواهر الطبيعيه والحوادث برؤية قشرية أو سطحية ولا يعقلوها:
( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )
( ويجعل الرجس علي الذين لا يعقلون )
( وإذ ناديتم إلي الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون )
( ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون )
( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها )
( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الٱخرة هم غافلون )
( وكأين من ٱية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون ). ويمكن أن نستنتج أيضا من الٱيتين التاليتين أنها توحي إلي الفارق الأساسي بين الأنعام والإتيان هو العقل فلا فرق بين الإنسان الذي لا يعقل وبين الأنعام بل هو أضل سبيلا. 
( إن شر الدواب عند الله الصم والبكم الذين لا يعقلون )
( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ). 
وإذا كنا في هذه النقطة من الدراسة قد قمنا بتفكيك بنية الجهل والإمساك بأسبابه أو مكوناته أو محتوياته أو عناصره كما نسميها في العلوم السياسية فإن الملاحظ علي العناصر الثلاثة التي يتكون منها وهي ( إتباع الظن، والنفي والإثبات بدون حجة ودليل، والرؤية السطحية ) فأنا أسألكم سؤالين محددين، السؤال الأول: بالله عليكم في العائلات أو المجتمعات الأوسع هل يحب أحد الإنسان المشهور في العائلة أو المجتمع أنه سطحي ويمارس أسوء أنواع الكذب وهو الظن مصداقا لقول رسول الله صل الله عليه وسلم: ( إن أكذب الحديث حديث الظن ) أو أن هذا الإنسان مفرط لأنه يتنكر لقواعد العلم بأن يأخذ او يرفض بدون دليل أو حجة؟!!.
بالطبع لا أحد يحب إنسان او إنسانه سطحية أو كاذبة أو غير ذلك حتي الإنسان أو الإنسانه نفسها لا تحب أن توصم بذلك، فإذا كان رب العباد يرفض الجهل ويرفض مكوناته وبغض أصحابها، إذن القضية واضحة أن من يبغضه رب العباد تبغضه الفطرة.
السؤال الثاني: وفقا "لقانون العلية" السنة الكونية هل يستطيع أن ينكر أحد أن هذه النقاط الثلاثة تتكون هي الأخري بدورها من عناصر أخري كما عو حادث في الجهل؟.. 
بالطبع لا مصداقا لقول الله( فأتبع سببا ). 
السؤال الثالث: إذن من المفترض أن هناك شئ يعمل في الخفاء ضد هذا الإنسان أو هذه الإنسانه اي ضد المجتمع كله، فماذا نحن فاعلين حيال هذا الأمر الخطير ( التجهيل ) الذي ينذر بانهيار الأمة والذي يحتاج إلي إنتفاضة بحثية وثورة علمية ليس للوفوف علي ماهيته بل لنجتثه من جذوره أي الإجابة هنا ستكون بكيف المباركة صاحبة الثلاثة جوانب المعرفية والإجرائية والعملياتية؟؟..

الفرق بين "علم الجهل" و"التجهيل"
أولا: علم الجهل
تعريف علم الجهل: "هو ذلك الفرع من العلم الذي يبحث في طبيعة الأشياء ويسد الفجوة بين الأشياء بعضها البعض ويختار نقطة البداية الصحيحة وطريقة الوصول التي هي من نفس جنس نقطة البداية".
هذا العلم أعمل عليه منذ ثلاثة عقود وراودتني فكرتة عندما كنت أعمل في كتابي الأول وأنا في سن العشرين، وكان عنوانه "في الحرب النفسية" وأثناء رحلة البحث والإطلاع وقعت بين يدي أوراق جاءني بها شيخي المجاهد "أبو أسامة المصري" من ألمانيا وأمريكا, وبعد أن ترجمها لي، وجدت من ضمنها كلام عن إستراتيجيات التجهيل والتضليل الإعلامي وكيف أنه في ١٩٠٦, أنشأ ضابط أمريكي وحدة مسئولة عن تجهيل الشعوب وكان العرب والمسلمون هم المقصودين بها أولا وثانيا وبعد ذلك يأتي أي شئ ولو إقناع الشعب الأمريكي مثلا بدخوله الحرب العالمية الأولي، فرحت أتعمق أكثر وأكثر في هذا الموضوع المهم والخطير إلي أن بدأت أكتب عن طريقة الخروج من هذا التجهيل، ولم يمضي كثيرا من الوقت - أربعة أشهر - حتي هداني الله سبحانه وتعالي إلي أن أسميه "علم الجهل" أي المساوي للخروج من الجهل .. ووضعت له ميزان للجوانب الثلاث كل علي حده المعرفي والإجرائي والعملياتية برسم توضيحي، وأسس وقواعد ونظرية، وإستراتيجية، وتطبيقات عملية، وبعد عدة سنوات قرأت مقولة "لأفلاطون" يسخر فيها من قومه حينما قال لهم "لقد أصبحت علماء في الجهل".
ومقولة أخري لسيدنا "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه وأرضاه حيث أنها كان حريصا علي تعريف الجاهلية للناس، لا لأن تعريف الجاهلية دين بل لأن معالم الإسلام ومواقع إصلاحه لا تستبين إلا إذا عرفت الظلمات والمظالم التي جاء هذا الدين لتبديدها، ومحو شاراتها. 
قال: "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه "إنما ينحل الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية!".
لهذا كان لزاما علي وعلي كل مشتغل بعلوم الإسلام أن يدرس الحياة كلها وأن يتعرف أوجه النشاط البشري ومراميه القريبة والبعيدة،

إبتداء سأعرف التجهيل وخطيئة تسميته "بعلم الجهل" من كلام من تحدثوا عنه وكيف أنها كانت مجرد مقالة صغيرة جدا جدا نسجت علي نسقها مقالتين أخرتين ثم كان سيل الحديث وكله مستنسخ من نفس المعين، كلهم قالوا نفس الكلام وبالحرف الواحد تقريبا، فكان كلامهم نسخة مشابعة مكررة ومملة ، وما هي إلا تسريبات أمريكية متعمدة بنفس طريقتهم سري جدا المعهودة.
نعم جاءت هذه التسريبات من صانعي التجهيل أنفسهم بالغرب. لقد نشأ ما يسمي زورا وبهتانا علم الجهل لدي أعداء الأمة وما هو إلا تجهيل وذلك نتيجة الصراع علي حق إمتلاك المعرفة ومصادر السلاح والمال والعتاد العسكري تماما، وبالتالي نشأ مفهوم ( إدارة الفهم ) وذلك للتحكم في المعلومات واستغلالها بشكل صحيح للتأثير علي الجماهير لتحقيق أهداف ومصالح معينة ويعرف علم الجهل عندهم بأنه: "العلم الذي يدرس صناعة ونشر الجهل بطريقة علمية رصينة". وهو لا يستثني طبقة، ولا فئة ولا شعب فمثلا أمريكا بها ٩٠ ℅ من الشعب والنخب، أنا في بلداننا العربية والإسلامية النسبة أكثر من ذلك بكثير. وهو يقوم بالأساس علي الكذب والتدليس وخلط الأمور، وأدوات التجهيل كثيرة ولا تحصي، تبدأ من الأجهزة الإستخباراتية التي تنشر الإشاعات، وإعلام النظم الضعيفة والفاسدة، والنخب المستحمرة، فالتجهيل ما هو إلا توجيه الدهماء وتسييسهم وتطويعهم تماما مثل إستخفاف فرعون للقوم وكذلك جوبلز للألمان والعالم

من هم مستهلكي سلعة الجهل؟..
حسب رأي خبير أمريكي هم ثلاث فئات في المجتمع:-
الفقراء وجلهم من الأقليات الإجتماعية والدينية وعمال البلديات وفقراء المناطق النائية وفقراء الريف وعمال المزارع وما شابه هذه التصنيفات لكن الفاجعة التي ألمت بي كانت شمول معلمي المدارس وأساتذة الجامعات في الفئة المستهدفة من هذه السلعة الملعونة، وتصل نسبة هذه الفئات كلها في الولايات المتحدة وحدها إلي ٩٠ ℅ من حجم السكان والجنود الأمريكان مشمولين في هذه الفئة.

من هنا نبدأ في ( علم الجهل ) ولكن بعد إلقاء الضوء علي علم التجهيل المكذوب. وسيكون مدخلي في ذلك كعهدي بكم دائما هو "دراسة حالة" نورد فيها ما قاله أصحاب وصانعي التجهيل وأيضا من يروجون له بوعي أو دون وعي بوقوعهم في فخ التسريبات الغربية المتعمدة بمعني أدق وقوعهم في التجهيل والتضليل .. ولقد كثر منهم الحديث في هذا الموضوع بعد أن نضجت ثمرة ما بذلته من مجهود وبدأ الناس معه يتفاعلون .. فكيف أنكروا هذا المجهود وتجاهلوه بالكلية؟!!.. وكيف وقعوا في التناقض والحيرة لدرجة أنهم في نهاية المطاف إعترفوا أنه ليس بعلم والأولي أن نقول عليه علم التجهل وهذا علي حد تعبيرهم .. وسأورد في دراسة الحالة نقطة هامة في كلامهم وردت علي لسان الدكتور: "خالد بن منصور الدريس" أستاذ السنة وعلومها بجامعة الملك سعود، والمشرف العام علي موقع التفكير ومركز دلائل؟!!..
ثانيا: التجهيل من واقع دراسة حالة:
- المذيعة حواء أل جده: من هنا نبدأ بعض الباحثين منهم دكتور: "روبرت بروكتر" الذي عرف علم الجهل "بأنه هو العلم الذي يدرس صناعة وإشاعة الجهل بطرق علمية رصينة".
كيف بدأ علم الجهل هل هو قديم أم حديث؟ وكيف كانت بدايته؟!!..
في الحقيقة بداية الظهور العلنية، البداية الأكاديمية بهذا النوع من أنواع المعرفة بدأ في حقل علم النفس تقريبا في التسعينات من القرن العشرين لكنه في الدراسات الإعلامية قديم من عدة عقود وكان يسمي ٱليات التضليل الاعلامي وظهر في التسعينيات بسبب وثائق تسربت من شركات التبغ التدخين لأنها رأت أبحاث كثيرة في العالم محكمة، تربط بين التدخين والسرطان وأدي هذا إلي إنخفاض عدد المدخنين في العالم وتضررت هذه الشركات ماديا، فاجتمعت أكبر الشركات الأمريكية لمواجهة هذه المشكلة، كيف يواجهون هذه المعلومات؟.. فاستخدموا إستراتيجية إثارة الشكوك وبدأت تمول الأبحاث بملايين الدولارات للتشكيك في هذا الأمر اي أن السرطان يمكن أن يكون من أسباب أخري فأصبحت المعلومة مهزوزة.

- حواء ٱل جده سؤال: هناك جانبان لكل قصة، الخبراء مختلفون لأن هذا الموضوع يظهر فيه تناقض في العنوان كيف هو علم وجهل في نفس الوقت؟!!..
نظريات وأساليب "علم التجهيل"!..
- المذيعة حواء: علم الجهل او التجهيل الذي تكلمنا عنه هو علم تجهيل الجماهير وأحد أساليبه هي قضية إثارة المعلومات المتضاربة او ٱثارة الشكوك او بث المخاوف وهذه الوسائل تستخدمها الدول وتستخدمها حتي الشركات.

- دكتور خالد: وهذا الموضوع كتب فيه كتابات كثيرة، وكتب فيه كتاب إسمه "هجوم علي العقل" في إشارات نحو هذا الموضوع، وهناك كتاب غير واسع الانتشار لكنه مهم جدا وألمح إليه المفكر العالمي "نعوم تشومسكي" إسمه "أسلحة صامته لحروب هادئة" وكتب نعوم تشومسكي عنه مقال سماه "عشر إستراتيجيات للتحكم بالشعوب" وهناك كتابات متعددة حتي بالعربي في قضية التضليل الاعلامي فهذا الموضوع ليس جديدا لكن أنا أعجبت بمقال كتبه أحد المتخصصين حول قضية هندسة الجهل وإنبثقت فكرة هذا الحوار البوم في هذه الكبسولة من هذا المقال الذي نبهني عن معلومات عديدة قرأتها في أحد المصادر حول هذه المسألة.
- المذيعة حواء ٱل الجدة: العجيب أن روبرت بروكتر وناعوم تشاومسكي وغيره العددين من الذين تكلموا عنه غربيون، ألا يوجد من المفكرين العرب والمسلمين من تحدث عن علم الجهل؟!!..
دكتور خالد الدريس: بهذه الصورة لأ .. لكن في الاصطلاح هذا تكلم عنه قبل عشر سنوات الأستاذ الدكتور "عبد الوهاب المسيري" رحمه الله في كتاب له بعنوان ( العالم بعيون غربية ) من إصدارات دار الهلال بمصر .. لكن الدكتور المسيري طرح طرح ٱخر قال إن علم الجهل هو العلم الذي يعلم للناس التواضع وذكر معلومة قال إن بعض الجامعات الغربية تضع في بعض الميثاقات مادة إسمها علم الجهل تخبر فيه الطلاب خاصة في كلية الطب أنه قبل مائة سنة ومائتين سنة كان بعض الأطباء من شدة شعورهم بالإمتلاء العلمي يستبعدون وجود علاجات لبعض الأمراض ثم مع التطور العلمي ثبت أنها موجودة، تلك العلاجات.
تم اكتشاف بعض الأمور فيقول حتي لا يكون الإنسان ليس لديه مثل هذا الغرور العلمي حيث يجب أن يعلم أخطاء الأطباء وأخطاء الباحثين علي مدي التاريخ الذين نفوا أو أنكروا أو إستبعدوا أو قالوا من المستحيل وجود إكتشافات أو وجود علاجات .. فإن دراسة مثل هذه الأشياء تخبر الإنسان بمناطق الجهل التي هو غالبا لا يعرفها في نفسه وهذا يؤدي بالضرورة إلي فتح باب الإحتمالات فأصبحت هذه مادة علي كلام المسيري تدرس في بعض الجامعات والكليات خاصة الطب لتشير إلي أن لا تستبعدون أن تكتشف أدوية جديدة، فلا نقول أن هذا السرطان مرض مميت قاتل ولا يوجد به علاج، ونحن أساسا نقول شرعا إن الله ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء، وهذه إذا فهمناها بالمطلق يعني أن كل مرض وإن كل مشكلة لها حل إلا ما إستثناه الشرع مثل الموت فمادة الجهل التي طرحها المسيري تأتي بهذا الاعتبار.

يكمل د. خالد الدريس قائلا: وهذه في الحقيقة مادة جميلة هي أشبه بكلمة لا أدري عند العلماء ، علم كامل علم لا أدري يقولون: لا أدري نصف العلم أي أن تعلم ما تجهله هذا نصف العلم تتعلم التواضع تستمر في طلب العلم، لا توقف تحصيله علي الشهادات هذا هو معني علم الجهل عند الدكتور عبد الوهاب المسيري.
-المذيعة حواء: يوجد بعض المفكرين لهم أطروحة ويسمونها تأسيس علم الجهل .. طبعا المفكرين العرب يقولون: أن علم الجهل دراسة ظواهر ومؤثرات ما قبل العلم من أجل الإستفادة منه في التأثير علي الأمم والحضارات المتخلفه ويقصد بها العرب والمسلمين يستوجب في نظرته أن العرب والمسلمين متخلفين وأنهم عالة علي الحضارة الغربية فما ميزان هذا في علم الجهل؟..
- دكتور خالد: هو الأفضل عدم استخدام علم الجهل يستخدم مثلا دراسة التخلف ودراسة هذا موجودة في علم الإنثربولوجيا وعلم الاجتماع وهي دراسة العقليات المتجمدة التي لم تدخل عصر الاكتشافات وعصر العلم وتبقي عقليات أسطورية خرافية تقاوم التقدم المادي العلمي .. دراسة ما يتعلق بالتخلف، دراسة كيف تتخلف الشعوب؟..
ما الذي يساعدها علي علي التخلف؟..
كيف تنتج التخلف؟..
لأن التخلف إنتاج.

وأخيرا: أين ما أسميتموه بعلم الجهل لقد أثبتم بأنفسكم أن الغرب أنتج علم التجهيل وبعده بقليل ذكرتم أنه ليس بعلم وإستشهدتم بأنه يجب دراسة التخلف والجهل فذهبتم لما نقول في علم الجهل فهل ذهبتم لتفكيك بنيته فيما أنتجه الأعداء للعرب والمسلمين بالطبع لا .. لذا فنحن مدعون في الأوراق القادمة لقرأة أهم بحث لنا وأخطر بحث يخشاه أعدائنا الغربيين الذين صنعوا التجهيل والتضليل وأوقعوا المسلمين والعرب في شروره وهي الفرقة وإنهيار الأمم وضرب الدولة الوطنية وإشاعة الحروب الأهلية إذانا بعودة الكتل الإستعمارية الإستيطانية من جديد في القادم القريب.
ولن نستطيع الخروج من هذا التيه وأزمة الإندماج الوطني إلا إذا عرفنا كيف وقعنا فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.