(مقصلةٌ بيدِ قابيل)
✍/جبر مشرقي ▪
_________________________
غادرتهُ
يوماً
وأعلنتُ الرحيلا
أتوكأ
عصا النأي
وخطوي الثقيلا
غادرتهُ
وظلامُ الأفقِ يَطويني
ويدُ الأقدار ِ
تُمقصِلُني طويلا
غادرتهُ
عندما
غنته المشانق
وأذن في محرابهِ
الف قابيل
غادرته
والسماء كئيبة
ونايه متعب
كتنهداتِ هابيل
غادرته
ولا شيء معي
سوى دمعتين
وحفنة حزنٍ ومنديل
غادرته
ولا شيء معي
سوى صوتَ (أمي )
ومسبغة طفلي الجميل
وصوت (أبي )
وجوع (تنورنا)
(ومواء قطتي)
وجسمي النحيل
غادرته
لما تمادى
(أبا جهل)
وكانت الهجرة
ظلا ظليلا
غادرته
يوم زمجر
(فيل كهفنا)
وبسمانا
غردت (طيور الأبابيل )
غادرته
مُرتحلا
وعلى قدميَّ
وشيٌ من الماء
مستعذبُ التقبيل
صارت
عيونُ الماء
ترقبُ خطوتي
وزهور الروض
تُزنبق بَسمتي إكليلا
غادرته
وفَم القصيدةِ أخرسٌ
وسمعُ البلاغة مثمل وثميل
غادرته
ووشوشة البن
تتبعني،
وتزملني
طبيعة رَبيعه تبتيلا
غادرته
ذاتَ مساء
في عرس حزن
والأفق محمر وقتيل
وكنت
في الحزنِ وحيدا
(كعيسى)
جاءَ غريبا
(كنخلة)
لم تعرف
أنّ(مريم )
ستتكأ يوما عليها
"
"
غادرته
بعد خمس من الأعوام عجيفة
ليلها لا يعرف القنديلا
غادرته
والنائحات
يجيترني صوتهن
فأنسى اسمي الموصولا
وسفن الحقيقة
واقفة، بلا بحر
والمراثي تجر ذيلا
غادرته
فكانوا
( هم - هم )
بعدما
تبرأَ من فعلهم ( جبريل)
غادرته
طاويا
فيافي البيد
بدون( أبجر )
ولا سيف صقيل
ولستُ
( كمهلهل)
يحتسي خمر مدامة
ولستُ
(بدار جلجلة)
ومليكها الظليل
غادرته
( ونكهة البارود )
في قميص(أبي )
(وإخوتي) ذاقوا هما وتنكيلا
"
"
وطافت
السماء
بسقف داري
مرسلة لعناتها تراتيلا
فلقد
عقروا جسدي
وهو محرم
وكل سنبلة
أخذوها عنوة
ولم يكيلوا لنا منها بضع كيل
غادرته
وكل مئذنة ثكلى
من صوت (بلالها)
نأت؛ بلابلها وحمائمها
فتعطلت لغة الهديلا
غادرته
والضوء منكسر
ولغة الجمال مكركبة
فتدحرجت عطور (الجميلات)
وضاعت مواويل
أجدبت
زهور الغواني
تبعثرت ألوانهن
ولم تعد
ريشة(المكياج)
تعزف وتر الشفايف
"
"
فكلنا
صار ( خناس)
ومن غادرته صار(صخرا)
فلا صحف ولا إنجيل
(وسفينتي
خرقت )
(وَسقط الجدار)
فتهشم سنبل صبري
وأصبح فؤادي
ريشة تتلوه
أفواه التناكيل
وصرت
مرتحلا
بكائي الجفن
كبكاء(نزار) (لرسولته)
وهو ليس(رسولا)
"
"
كنت
أستمطر
من عينيك قافيتي
ماء صبابتي
قمح عصافيري وكناري
ومن إبريق ثغرك
كنت اتوضأ
لصلاة عشقي
من موسيقاك
كنت أعصر
سلاف أغنية
لأسقي بها كل جؤذر ناعس
ومن محبرتك النجلاء
كنت أدهن ميل مكحلتي
لأكحل مقلة
كل فاتنة تميلُ بها المحاسنُ ميلاً
لكنني
غادرتُ
بابَ قبلتك
تاركا بها تصوفاتي
وعلى كتفي
حنينُ النخيل
ودموع السعف ِ
وعلى أخمس قدمي
ندى الصرح
وعلى كفي
سجدة السد
وعلى ثغري
جيترت الهدهد ونكهة الهيل
غادرت
وصمَت المكان
يطوق كل جانحة
ولقد ..
نفيت
وفي جيبي
تلاوة(أمي)
( وتراويح) بسمتها
وحَنين
تلال وسواحل
وعشبة تحادثني
بإنشودة الوداع
وواو جماعة
وياء نداء
وسواكن لا حراك بها
ومفردات عطشى
وأدوات صمت
كانت ترافقني
وكنتُ في الدرب هزيلا▪
_________________________
✍/ جبر مشرقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.