_الحُبّ الأَعْظَم _١٥
الحب الالهى
____________
(164) وَمِن الناس مِن يُتَّخَذ مِن دَوَّنَ اللّٰه أَنْداداً يَحْبُونَهُم كَحُبّ اللّٰه ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشِدّ حُبّاً للّٰه ۗ وَلَو يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذ يَرَُونَ العَذاب إِن القُوَّة للّٰه جَمِيعاً وَأَنَّ اللّٰه شَدِيد العَذاب (165)وَهٰكَذا لِخَصّ المَوْلَى سُبْحانهُ وَتَعالَى أَمَرَ هٰؤُلاءِ القَوْم الَّذِينَ ضَلُّوا عَن مَحَبَّة مَحْبُوبهُم الأَعْظَم وَأَحْبُو غَيَّرَهُ مِن شَواغِل الدُنْيا وَلَم يُذْكَر فِي أَمَرَ النَدِيَّة إِلّا قَوْلهُ يَحْبُونَهُم كَحُبّ اللّٰه والذن آمَنُوا أَشَدّ حُبّاً للّٰه ولم يقل يعظمونه او يعبدونه او يوقرونه وانما جاء بلفظ يحبونهم كحب الله ذُلّكَ لِتَعْلَم آن الحُبّ هُوَ أَلاصل الذى يبنى عليه التعظيم والتوقيرو العِبادَة أَمّا المُتابَعَة فَهِيَ إِحْدَى عَلامات المَحَبَّة لِلمَحْبُوب فَكُلْ مَحْبُوب بِشَيْء يَنْشَغِل بِهِ طِوالَ وَقَتَّهُ يُفَكِّر فِيهِ وَيَتَقَرَّب إِلَيهِ بِما أُحِبّهُ مَحْبُوبهُ وَلِلأَسَف فَأَن مِن المُسْلِمِيْنَ مِن ضَلَّ بِحَبّهُ لَغَيْر اللّٰه فَأَحِبّ الأَوْلِياء وَالصالِحَيْنِ فغالوا فيه فَقَرُبُوا لِهَمّ القَرابِين وَصَرَفُوا لِهَمّ بَعَّضَ العِبادات الَّتِي لِأَتَصَرَّف إِلّاللّٰه وَذُلّكَ لايجوز بل هو شرك حَتَّى لو كان لِلنَبِيّ الكَرِيم صَلَى اللّٰه عَلِيّهُ وَسَلِمَ فَرايْت أُناس يَسْتَعِينُونَ بِالنَبِيّ وَيَقُول وَهُوَ يَحْمِل حِمْلاً ثَقِيلا مِثْلاً (ياسدنا النَبِيّ )أَو يَقُول ياحسين أَو ياام العَواجِز وَهُوَ يُقْصِد السَيِّدَة زَيْنَب وَكَذُلّكَ الكَثِير مِن صُور الحُبّ لِلرَسُول أَو آلَ البَيْت فَيَصْرِفُونَ لِهَمّ العِبادات كَالحَلْف بِغَيْر اللّٰه أَو النَذْر أَو الطَوّاف بِقُبُور الصالِحِيْنَ وَطَلَب مِنهُم العَوْن وَالنَجاح وَيُذَبِّحُونَ لَغَيْر اللّٰه وَيَشُدُّونَ الرَحّال إِلَى الشاذِلِيّ أَبُو الحَسَن وَهُم يَعْتَبِرُونَهُ كَالحَجّ إِلَى بَيَّتتِ اللّٰه ضاربون بُكَل النَواهِي الَّتِى نُهَى عَنها اللّٰه وَرَسُولهُ بَلَّ يَقَعُونَ فِي الشِرْك وَهُم يَظُنُّونَ أَنْه قِرْبَة إِلَى اللّٰه بِجُهَّلهُم وَيَظُنُّونَ آن مِن يَنْهاهُم عَن ذُلّكَ هُوَ عَدْو لِهَمّ وَأَعْداء لَرَسُول اللّٰه وَلا يَعْرِفُونَ آن الحُبّ لَرَسُول اللّٰه دَلِيلهُ مَتابِعهُ النَبِيّ لماامر بِهِ وَالٱِنْتِهاء عَمّا نُهَى عَنهُ فَحُبّنا لَرَسُول اللّٰه نابِعا مِن مُحِبّتنا للّٰه فَهُوَ سُبْحانهُ أَلْذَى دَلّنا عَلِيّ باقِي المَحْبُوبات وَحُبّنا لَرَسُول اللّٰه وَالصالِحَيْنِ نابِعا مِن حَبَناً للّٰه فَنَحْنُ أَشَدّ حُبّاً للّٰه وَرَسُولهُ وَالصالِحَيْنِ مِن هٰؤُلاءِ الَّذِينَ ضَلُّوا فِي المَحَبَّة وَٱِتَّخَذُوا مِن دَوَّنَ اللّٰه أَنْداداً يَحْبُونَهُم كَحُبّ اللّٰه وَبِشَهادَة اللّٰه سُبْحانهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدّ حُبّاً للّٰه كَمّاً فِي الآيَة السابِقَة فَنَحْنُ لَأَنْكَرَه الرَسُول وَلا أَوْلِياء اللّٰه الصالِحِيْنَ بَلَّ نَحْنُ مامورين بِحُبّهُم وَلٰكِن نَكُرّ ه مايفعله الجَهَلَة وَأَصْحاب الضَلال فِي صِرْفهُم العِبادَة لَغَيْر اللّٰه أَمّا أَهِلّ الكُفْر فَلّهُم الإِف الإِلٰهه مِنهُم مِن عَبْد الحَجَر وَالبَقَر وَالهَوَى وَالشَمْس وَالقَمَر وَالنار وَغَيْر ذُلّكَ مِن أَنْداد مِن دَوَّنَ اللّٰه يَحْبُونَهُم وَيُعَبِّدُونَهُم وَيَتَقَرَّبُونَ أَلِيهُم وَقَد ظَهَرَت كَثِير مِن الفِرَق وَالطُرُق فِي أُمَّة الإِسْلام ضَلَّت فِي المَحَبَّة وَالعِبادَة حَتَّى قالَ قائِلهُم الكِذْب وَالٱِفْتِراء عَلِيّ النَبِيّ والصحب وَالأَوْلِياء فَمِنهُم مِن آلَهُ عَلِيّ أَبَّنَ أَبَى طالِب حِينَ عَذَبَ شِيعتهُ بِالنار فَقالُوا لايعذب بِالنار إِلّا رَبّ النار وَمِنهُم مِن قالَ آن الوَحْي اخطء فَكانَت الرِسالَة لَعَلِيّ وَلٰكِن الوَحْي اخطء وَأَعْطاها لِمُحَمَّد وَمِنهُم مِن قالَ آن عَلِيّ أُوَلَّى بِالخِلافَة مِن أَبُو بَكْر وَعَمِرَ وَعُثْمان وَقَد ٱِحْتالُوا عَلِيّهُ وَآخَذُوا مِنْه الخِلافَة وَهُوَ أُوَلَّى مِنهُم وَكَذُلّكَ قالُوا عَن الحُسَيْن وَفاطِمَة رَضَّى اللّٰه عَنهُم وَمِن المُتَصَوِّفَة مِن قالَ بان لِلكَوْن أَرْبَعَة أَقْطاب مِن الصالِحِيْنَ هُم يَتَوَلُّونَ أُمُور الكَوْن وَهٰذا القَوْل لَم يُقِل بِهِ حَتَّى كَفارّ مَكَّة لِآنهُ شَرّكَ فِي الرُبُوبِيَّة كُلْ ذُلّكَ سَبَّبَهُ آنَهُم غالَوْا فِي حُبّ الأَوْلِياء فَجَعَلُوهُم اندادا لله فى المحبه فضلوا فكان حبهم لغير الله اكبر من حبهم لله وكان ذلك سببا فى شركهم وصرفو العبادة التى هى لله لغيره نسال الله العافية
________________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.