الأحد، 17 فبراير 2019

صعب جدّا بقلم واصل الرّاجلي.


صعب جدّا..
إنّه من الصّعب على شخص آخر غيري، أن يعرف عمق الألم الّذي أعانيه..وذلك لسبب بسيط هو أنّه ليس أنا..!
بل آخر..
يعزّ على المرء دائما أن يسلّم بألم غيره، كما لو كان ذلك رتبة و لقبا..
فعل تعلم..!
لماذا يعزّ عليه أن يسلّم بألمي..!؟
و ربّما لأنّ وجهي غبيّ أو لأنّني دست على قدمه في يوم من الأيّام..
على أنّ الآلام أنواع...
فهناك آلام تخفض قيمتي أو تنقص قدري..كالجوع مثلا..
فالمحسن يمكن أن يصدّقني فيما يتعلّق بهذا النّوع من الآلام، أمّا إذا كان الألم أرفع من ذلك..إذا كان ألما من أجل فكرة مثلا..فإنّه يرفض أن يصدّقه إلّا في الأحوال النّاذرة القليلة..
وهو لا يصدّقه، لأنّه حين ينظر إليّ، يرى فجأة أنّ رأسي ليس ذلك الرّأس الّذي لا بدّ أن يكون فلي نظره رأس من يتألّم في سبيل قضيّة رفيعة، تلك الرّفعة كلّها..
وهو عندئذ يأبى أن يتعاطف معي أيّ تعاطف، دون أن يكون في موقفه هذا، أيّ شيء من روح الشّرّ على كلّ حال..
إنّ على الفقراء ولا سيّما حين تكون نفوسهم نبيلة، أن يظلّوا مختبئين على الأنظار، وأن لا يطلبوا الإحسان إلّا بالإعلانات ينشرونها في الجرائد..
إن من الممكن أن يحبّ الإنسان الإنسان حبّا مجرّدا، وأنّ يحبّه في بعض الأحيان فعلا...
ولكن من بعد...
أمّا من قرب، فذلك يشبه أن يكون مستحيلا...
**/ واصل الرّاجلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.