الخميس، 21 فبراير 2019

الحب الاعظم _١٣بقلم/محمود عبد المتجلى عبد الله.


الحب الاعظم _١٣
الحلقه 13
____________
الحب الالهى كما ذكرنا من قبل فان الحبيب يغار على حبيبه فكلما زادت محبته لعبده زادت غيرته عليه فاذا تعلق الحبيب بشيء غيره ابتلاه فيه ليفرغ قلبه من اى شاغل يشغله فيكون مشغولا بمحبة محبوبه وفقط وقد ذكرت بعضا من ذلك ولكن اردت ان ااكد عليه لتواجده مع كل المحبين وليس للانبياء والمرسلين فقط فحين تعلقت قلوب بعض الصحابة بالغنائم فى غزوة بدر فختلفوا بسببها وراى الله حبهم لها استلبها منهم جميعا وحرمهم مما احبت قلوبهم وكانت سبب اختلافهم فقال تعالى(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (1)وكذلك كان حب الغنائم فى غزوة احد وترك الرماة مواقعهم ومخالفتهم لرسول الله اظهرت حب قلوب بعضهم للاموال والغنائم ولم يستوعب البعض الدرس فى بدر فاراد الله ان يلقنهم اعظم الدروس واشدها عليهم لتكون قلوبهم خالصة لمحبة الله وطاعته فهزمهم بعد ان كادوا ينتصرون بل وقتل من اصحاب النبى سبعين رجلا من اكابر الصحابة منهم اسد الله ورسوله حمزة ومصعب ابن عمير وعبد الله ابن جحش واشيع موت النبى صلى الله عليه وسلم بعد اصابته اصابات بالغة ذلك الدرس العملى الشديد الذى لاينسى للمسلمين عامه الى يوم القيامه كان سببه حب الدنيا والاموال والغنائم عند بعضهم فلم يكتفى ربنا بان يستلبها منهم فقط كما حدث فى بدر ولكن عذبهم بها حتى يخلص قلوبهم لمحبته وحده وفقط فقال تعالى( (51) وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)هكذارباهم الله على المحبة والطاعة له وحده فلم يرضى ان تختلط قلوبهم بحب الدنيا والاموال والغنائم وبعدها كان النصر حليفهم الدائم بعد ان تفرغت قلوبهم لمحبته وحده وهم يجاهدون لتكون كلمة الله هى العليا وحبه هو الوحيد فى قلوبهم فقد تركوا الزوجات والاولاد والاموال وخرجوا يجاهدون فى سبيل الله يبيعون ارواحهم ليدللوا على عظيم مافى قلوبهم من حب لله ورسوله وقد كان لحبيبه المصطفى اشد ابتلاء واختبارا فى المحبه فكلما انشغل قلبه بشيء سلبه الله منه ليبقى وحده مالك قلبه فحينما قال الناس ان محمد يحتمى بعمه ابو طالب وتصبره زوجته خديجه وكانا درعا للنبى فى مكه فاراد الله ان يستلب تلك الاسباب حتى لايبقى له سند ولاظهير الا الله فماتا فى عام واحد وسمى عام الحزن ولكن الله كان له هو السند والظهير فاراه قدرته بعينه وانه ماودعه وماقلاه وانه يطمئن قلبه فاراه مااراه فى رحلة خاصة لم تكن لاحد من المرسلين قبله هى رحلة الاسراء والمعراج وكذلك ابتلى فى احب الاشياء اليه فحين سؤل عن احب الناس اليه قال عائشه ومن الرجال ابوها فجائت حادثة الافك لتحدث فجوة فى ذلك الحب ويشرع احكام الافك والكذب على المؤمنات فلم يستطيع النبى ان يتقدم او يتاخر فى تبرئة احب الناس اليه الى ان برئها الله من فوق السماوات العلا حتى قالت عائشه والله لن اشكر احد فى هذا الامر الا الله الذى انزل برائتى وكذلك حبه لزيد ابن حارثة الذى كان يسمى زيد ابن محمد حب رسول الله فتبناه فاستلبه الله من قلبه وليشرع تحريم التبنى فقال تعالى (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40 وكذلك حرم على نبيه الزواج بعد ان خصه بازواج اكثر من باقى المؤمنين فاراد ان يفرغ قلبه لمحبته وحده فقال تعالى ((51) لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52) ذلك حتى لايشغله شاغل عن حبيبه الاعظم ولايميل لشيء سواه سبحانه وتعالى وما كان قلب رسول الله ان يتعلق بالنساء وانما هو الميل الطبيعى للانسان وذلك فى قوله صلى الله عليه وسلم (حبب الى من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عينى فى الصلاة)وهنا يوضح انه بفطرته يميل للنساء والطيب ولكن جعلت قرة عينه وتعلقه الحقيقى فى الصلاة التى تصله بمحبوبه الاعظم الحب الذى لايدانيه حب اخر ذلك هو الحب الالهى
_____________________________
بقلم/محمود عبد المتجلى عبد الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.