الخميس، 7 فبراير 2019

جنان الزيتون تلك بقلم رشيدة أيت العسري

جنان الزيتون تلك
تُعتِّق رائحتَك
كلما مررت بالبستان،
ثملت بك من جديد.
أتوسد ظل شجرتنا المعهودة
على جذعها،
ما زال موشوما قلبنا المنكسر..
اتفقنا حينها أن نتقاسم القلب نفسه،
أن نتبادل الأحزان والأفراح معاً،
لكن لضعفي وقلة حيلتي،
تطوعتَ لتحمل عني كل الآلام
بينما تمنحني كل السعادة.
هناك على غصن شجرتنا
تأرجحنا إلى الأعلى نسمو نحو المستقبل.
وقتها كانت تضحك لنا الأيام
ومن أجود البن،
تعتصر لنا الفرحةَ والهناءَ 
صديقةُ الفنجان .

هنا حيث أقف ،
مازال المكان دافئا بأنفاسك
مازال يحفظ الحبُّ 
أشعارك
ما زال يعبق بدم الغزال مسكاً!
حين أردوك شهيدا،
زفتني الشجرة عروساً
كللتني تاجا أوراقها حين اهتزت لصرختك
وهوى عليَّ الزيتون الأخضر 
و على ثوبيَ الأحمر غفوتَ،
والحمائم البيضاء ترفرف حولنا،
كأنها الملائكة تشهد الزفة وتُبارك
ما زالت نظرتك الأخيرة وابتسامتك 
تتراءى لي وأنتَ تردد وتردد :
أنتِ زوجتي رغم كل شيء..
أراكِ هناك زوجتي رغم كل شيء..
وقتها عرفتُ أنك رحلتَ للضفة الأخرى
ورحل نصفي معك.

رشيدة أيت العسري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.