الخميس، 7 فبراير 2019

سحرُ عينيكِ بقلم سامر الشيخ طه

من كتاباتي في الغزل قصيدة بعنوان ( سحرُ عينيكِ ) كتبتها في عام ١٩٩٠ م يوم كنت في الشباب الأول سوف أنشر ها كاملةً
لعينيكِ سحرٌ أطلقَ القلبَ من صدري
وحلَّقَ فيه في فضاءٍ من السحرِ
تغلغلَ في القلبِ الخليِّ من الهوى
فصيَّرهُ طيراً عصيّّاً عن الأسرِ
وفيها بريقٌ يخطف ُ اللبَّ ضوؤُهُ
كمثلِ بريقِ الضَّوءِ في الأنجمِ الزُهرِ
فأعشقُ فيها سحرها وبريقها
وأعشق فيها دمعها عندما يجري
وأعشق في عينيكِ حزني وبهجتي
وأعشق لونَ البحرِ في ساعةِ الفجرِ
.......... ...... ......
وأعشق عمقاً قد وصلتُ لقعره
فأدهشني ما فاض من نبعه الثرِّ
مجاهلها كبرى وتاهت سفينتي
وغوَّاصتي لمَّا وصلتُ إلى القعرِ
بحورٌ من الأفكار فاضتْ من الغِنى
ومن كلِّ ألوان الثقافة و الفكرِ
إذا قُورِنَتْ بالبحر لم تُعْطَ حقَّها
لأنَّ الذي فيها يفوقُ غِنى البحرِ
------------ -------------- ----------
وفيها هدوءٌ من وقارٍ وهيبةٍ
أضاف إلى عمقٍ بها رِفعةَ القَدْرِ
فإن حضرتْ عيناكِ كان حضورُها
قويَّاً كمثل الشمس في ساعة الظهرٍ
وفي الليل تأتي كالنجوم إذا أتتْ
محمَّلةً بالنور في وجهكِ البدرِ
--------- ------------- ----------------
لعينيكِ سحرٌ يجذِبُ المرءَ نحوهُ
يحرِّكُ فيه طاقةَ البحثِ والسبرٍ
فيشعى حثيثاً كي يحُلَّ رموزها
وألغازَها لكنْ يخافُ من السِّرِّ
ويرجِعُ سكراناً من البحثِ رأسُهُ
تدورُ كما دارتْ رؤوسٌ من الخمرِ
------------ ----------- -----------
رأيتُ جمالَ العين في سرِّ وحيِها
وفي ما حوتهُ من معانٍ ومن سِحرِ
وليس بألوانٍ مزركشةٍ ولا
بعينين زرقاوين أو ربما خُضرِ
وليس بياضُ الجسم مقياسَ حُسنهِ
فكم من نساءٍ فاتناتٍ من السُمرِ
وليس جمال الوجه في حُمرَةٍ اللمى
وفي حمرة الخدين أو شُقرة الشعرِ
فكم من نساءٍ شكلُهُنَّ يغرُّنا
وهنَّ من الأعماق صفرٌ على صِفرِ
--------- ------------- --------------
(لعيينيكِ ما يلقى الفؤادُ وما لَقِي )
هما قصتا حبي ومالكتا أمري
هما مصدرُ الإلهامِ في كلِّ حاجةٍ
هما جذوةُ الإيمان في شكله الفِطري
أسير إلى عينيكِ عَدْواً وربما
أطيرُ بأ قدامٍ كأجنحةِ الطيرِ
فمن وحيِ عينيكِ استمدَّتْ بصيرتي
كثيراً من الأفكار في الشعر والنثرِ
ومن وحيها أصبحتُ في الشعر مبدعاً
وأدركتُ أنَّ الأمرَ في غاية اليُسرِ
وكانت إلى حبِّ الحياة وسيلتي
وكانت إلى الإبداع في مهنتي جسري
وكانت طريقي في الحياة وقِبلتي
ومازلتُ حتى اليومَ خلفهما أجري
--------- ------------------- -----------
.شفاهكِ ظمآى للهوى غيرَ أنَّها
تقاومُ ما تهوى وتقوى على الصبر
إذا أطبقتْ أعطتْ لوجهكِ هيبةّ
وإنْ أفرجتْ بانتْ لآلئُها تُغري
وترسمُ ثغراً قد علتهُ ابتسامةٌ
مهذبةٌ أضفتْ جمالاً إلى الثغرِ
ووجهكِ أضحى بابتسامتكِ التي
عهدتُ بطول الوقت ينضحُ بالبِشرِ
-------- ------------- ----------
وأهوى حديثاً منك عذباً وشيِّقاً
مليئاً بتقوى الله والحمدِ والشكرِ
فصوتكِ موسيقى لها ألفُ نغمةٍ
ولكنَّ أحلاها تجلَّى مع الذكرِ
وتنبعثُ الألحانُ من ثغركِ الذي
تفوح كثيراً منه رائحةُ العطرِ
----------- ------------ ---------------
شفاهك تُغويني ولستُ مراهقاً
ففي وحيها نورٌ ونارٌ بها تسري
وفي وحيها ألقى حياءً وجرأةٌ
أرى حالةَ الإيمان تطغى على الكفرِ
يحيِّرني فيها تناقضُ وحيِها
فحيناً إلى طُهرٍ وحيناً إلى عُهرِ
وحيناً إلى ما لستُ أدري دليلَهُ
ويعجزُ أن يرقى إلى وصفِهِ شِعري
------ -------------- ----
أحبكِ ملءَ القلب والعقل كلَّما
نظرتُ إلى عينيكِ في الصبح والعصرِ
ويزداد حبي كلَّ يومٍ وليلةٍ
وفي كلِّ أسبوعٍ وشهرٍ إلى شهرِ
وفي كلِّ عامٍ من حياتي أعيشهُ
إلى أن أرى عينيكِ في آخر العمرِ
ويبقى هوى عينيكِ في القلبِ كامناً
وأصحبُ في قلبي هواكِ إلى القبرِ


سامر الشيخ طه
ِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.