الأحد، 17 فبراير 2019

ذكريات بقلم محمد محجوبي

ذكريات
....
منذ ربيع الغواية .حتى عبث النهايات 
لا يزال في قميص الذكرى 
عطر من شعر . وشيئ من بقع الزمن كل واحدة لها نكهة الحياة والترحال .

كنا أنا وصديقي نجلس في المقهى بورطة شعر مدون على مفكرة أوراق بعضها ممزق . وبعضها مطوي بإحكام . وبعضها على بقع شاي أو قهوة. لكن الأوراق تلك كانت مغلفة الإحساس بها حبر سخي . ترسم حروفها بنغم التمرد . وبجذوة رومنسية تحيك الملاحم الصامتة السابحة . 
وعندما تحتدم قراءة النظم المحبك . كانت المقهى على شغف وعطش لذيذ . يضمحل ضجيجها في خيوط دخان 
فتصبح تلك المقهى على هيئة عروس تجاهر عرس البوح 
لتسرح الخيالات من خلال واجهاتها الزجاجية 
بينما ينبسط مشهد الشارع لكي تفضي المدينة عشقها القديم 
.....
كنا على منوال الأيام المتلاحقة . نغنم من المقهى طقس الربيع المنعنع . نسترسل في شغف الوهج من محاسن اللغة الفاتنة ومن بلاغات قديمة تفي بغرض الانفلات الأخضر 
.....
على نسق الكتابة . كانت الصداقة عفيفة من معدن يقاوم صديد الزحام .
فعصافير الشعر لا تستحم الا في بركة القلوب الممنوحة من ترحال ربيعي يراقص براعم النشوء . ويخلي سبيل التعبير لتفاح الشعور . 
...
في المفترق المتشعب من عواصف 
لم أجد عنوان ذالك المقهى 
لم أجد قميص العمر الذي داهمه الغبار 
لم أجد ريح ذالك الصديق 
يقال والقول على التيه 
أن الأشياء تنمو من رسوخ الذكرى . لكي تتعدد نبرة القراءة في مفكرة الزمن الذي يشيخ بجدران وعتمات 
وأن الأوراق ببقعها المورقة الذكريات 
هي ذاتها تقول . أن الصداقة يضمحل وزنها بين كثبان الترحال 
لكن الشعر مهووس بنا . قميصه سحري 
يتقمصه نهر يعبر وجدان الأجيال

محمد محجوبي 
الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.