بسمة في الوجوه فنّ الوجود
ظهرت بالقلوب ريق الورود
فرحة في الصدور تورث حظّا
من نعيم الهوى وعيش رغيد
حسرة بالوجدان تحْدث سهْما
مدمنٌ بالحساد نار الوقود
عن كفاح الرجال أسهل درْبا
في صعيد الحياة ضدّ الصعود
كم غنيّ على رخاء وجاه
قيّدته الهوم تلك القيود
كم فقير على طلاب وطرد
علّمته الحياة نيل التليد
في مقام الوجود حزن وسعْد
يطمئنّ الحجا بها كالوليد
نورس بالأعواد غنّ لطفل
حين نال الطريّ عند النهود
فبنات الأنهار تنثر سحرا
بغصون الأشجار حلو النشيد
أرسلتنا الغمام حلْوا مصفّى
في أديم الثرى كسيف الهنود
وتحبّ النفوس من كلّ سيل
ترتوي بالمذاق أحلى النبيد
وشربنا على الغناء كؤوسا
من مراح الهوى بثغر الخدود
طرح الوجد عن خيال خفيف
هل سبيل إلى ذوات القدود
فأجاب عنه بكل سرور
روعة في العروب فوق الحدود
نفحات الصبى أريج وعطر
ومحيّا ترى كسعد السعود
ونجوم السماء تلك الثريّا
مطلع في الجنان أهل الخلود
يستريح الفتى لديه كفيل
في كمال شتّى ووجد فريد
عنك نرجو السعاة لم ينلها
نبهاء النهى بقصر مشيد
وسرور الفؤاد ثوب تردّى
عن دباج الهوى لأجل الثريد
وسلام عليك مادمْت حيّا
وتغنّ الحمام عند السعيد
______________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.